مقتطفات من الشعر العربي الفصيح

رعى الله الأحبّة حيث حلّوا
لهم في القلب مرتحل وحِلُّ
خيول الشوق مسرجة إليهم
تبارت حيثما هلّوا وحلّوا
رعى الله الأحبة خير صحبٍ
كعطر الروض ريحان وفلُ
هم في الصبح أنفاس الضياء
وفي الظلمات أقمار تطلُ
إذا غابوا يضيق الصدر حزناً
وتبكي العين والقلب يملُّ
فهم فرحي الذي أرجوه دوماً
وهم في روضتي ماء وظِلٌ
أحن إليهم والشوق مني
يزيد وليس في يومٍ يقلُّ
و أرسمهم جمالاً في عيوني
أناظر طيفهم أبداً أظَلٌ

الشموووخ معجب بهذا

كم جاهلٍ متواضعٍ ، ستر التواضعُ جهله ُ
ومميزٍ في علمهِ ، هدمَ التكبّر فضلهُ

إن المحبين قوم بين أعينهم ** وسمٌ من الحُب لا يخفى على أحدِ

ناديتُ قلبي بِحُزنٍ، ثمّ قـتُ لهُ
يا من يُبالي حبيبا لا يُباليهِ

فردّ قلبي على طَرفي بِحُرقتهِ
هذا البلاء الذي دلّيتني فيهِ

ابو نواس

أروع ما في حبنا انه ليس له عقل ولا منطق

أجمل ما في حبنا انه يمشي على الماء ولا يغرق

تِيْهِيْ دلالاً واسْتَبِدِّيْ
بل شددي هَجري وصَدِّي

تِيْهي عليَّ ولا تَلِيْنِيْ
واقتليني قتلَ عَمدِ

تيهي عليَّ ودمِّري
قلبي بأنواعِ التحدي

تيهي وكوني ثورةً
تجتاحُ قواتي وجُندي

زيدي اشتياقي في غرامكِ
واشعلي نيرانَ وِجْدِي

وتفنني في صُنعِ تعذيبي
وصُبِّي الظُلمَ ضِدِّي

شِلِّي فؤادي .. حطمي
واستنزفي طاقاتَ جُهدِي

سُدِّي عليَّ طريقَ عِزِّي
واغلقي أفاقَ مَجْدِي

كُونِي جَحِيماً . وانسفي
نفسي وأحلامي ووردي

دُوسِيْ بيان معارفي
بل واحْرِقِي أوراقَ عهدي

واستهزئي بقرارِ حُبِّي
واشطبي توقيع وَعْدِي

لا ترحمي قلبي ولا
تَرْثَيْ لأسقامي وسُهدي

وإذا دعوتُكِ بالعواطفِ
أوقفيني عِندَ حَــدِّي

وإذا كتبتُ إليكِ شِعراً
مزِّقيْهِ ولا تُــرُدِّي

أنا لا أريدُكِ سَهلةً
وقريبةً من كلِّ فَرْدِ

فستصبحينَ رخيصةً
وكسلعةٍ بيعت بنقدِ

كم من فتاةٍ أصبحت
نهباً لسمسارٍ ووغدِ

وَغَدَتْ تفاهتها حديــ
ــث الناسِ في غورٍ ونَجدِ

أنا لا أريد الحَبَّ سهلاً
في التقا زندٍ بزندِ

أنا لا أريد الحب مذبوحا
على خصرٍ و نهدِ

أنا لا أريد الحُبَّ في
ضَمٍّ وفي تقبيلِ خدِّ

أنا لا أريد الحبَّ يُشبعُ
رغبتي ويطيلُ سُعدي

أنا لا أريد الحب صهبائي
وترياقي و شَهدي

أنا لا أريد الحبَّ طَوعَ
إرادتي وحياضَ وِرْدِي

أنا لا أريد الحب بستاني
وأزهاري و وَرْدي

ما الحب إلا التضحيات
بكلًِّ ما في الكونِ عندي

ما الحب إلا القهرَ والتشريدَ
في جـــــزر ٍ ومـــــدِّ

ما الحبُ إلا حُبّ ليلى
قيسَ أو عمرو لهند

هذا هو الحبُّ العظيمُ
وما سِواهُ فليسَ يُجدي



الشاعر/ هبة الله علي شريم

نالت على يدها ما لم تنله يدي
نقشاً على معصم أوهت به جلدي
كأنّه طرق نملٍ في أناملها
أو روضة رصّعتها السحب بالبرد
كأنّها خشيت من نبل مقلتها
فألبست زندها درعاً من الزّرد
مدّت مواشطها في كفّها شركا
تصيد قلبي به من داخل الجسد

أذكرك كل ما شرقت شمس
وكل ما غنى عصفور

اذكرك ما دام بي نفس
والعين ترى النور