عبرة لابد منها ..دموع تجرح

في منعطف طريق ٍ ليس بطويل..
اتجهت قدماي للبحث عنك
ولكن الطرق كلها كانت تؤدي إليك
وحيث تسكن عينيك ..رأيتك من بعيد
لوحت لك بأمنياتي وأحلامي وكأنك عيد
توقعت أن ألاقي إستقبالا حافلا ً يجعلني أستقر بين ذراعيك
لكنك تجاهلت وجودي
وتركتني أبحث عن حدودي
وتركتني ..ورحلت ...
كنت ترتدي نظارة سوداء
تقيك كما ظننت أنا من غدر الأبرياء
وكان يخيل لي أنني منهم
ولست أدري أي شيء ٍ عنهم
وتركتني ..ورحلت ..

وعدت أنا خائبة الأماني ..مستسلمة
أحمل فوق أكتافي أثقالاً من الحسرة
وكانت بيدي حقيبة مملوءة بمناديل دموع
لا تجف أبدا ..ولكنها تجوع
كانت تواسيني بالطريق
وتخفف عني كل شعورٍ بضيق
ووضعتها بين شفتاي
أكتم بها أنفاسي كلما زاد بكاي
وسلكت طريقاً شبه طويل
وزاد من ألمي أنه كان رائعا ً..جميل
كنت أتخيل أنه طريق عودتي معك
تمسك بيدي..وتشير لكل ماهو حولك
وتهمس لي بحب: أترين هذه الزهرة ؟..إنها تفوح بعطرها من هوانا
وأترين تلك السحابة ؟..تنعش الأرض من عشقنا وتسقينا شوقا وحنانا
/

لكنني كنت وحيدة
وسلكت الطريق مسرعة ..كأني رياح ٌ شديدة
ووصلت إلى مستقري
ولمحت بعضا ًمن مراكب جميلة حول بيتي
خيل لي أنهم يبحثون عن شيء ٍ مفقود
لكنهم كانوا موقنين بأنه موجود
وفجأة ..التفوا حولي
وتسابقوا ليأخذوني بيدي..كأنهم يواسوني لشيء
وسكن النبض فيني برهة
ورأيت من خيب ظنوني ..مجسدا بطيفه أمام ناظري
وكان لا يزال يرتدي نظارته المريبة
ووقفت أنتظر ردة فعل ٍ جديدة
فأشار بيديه أنه لا يرى
فقد أصبح ضريرا ً بعد أن أبكاه الثرى
لأشاعة فقد من أحب
كانت إشاعة من أسوأ قلب
وبكيت معه لأنني أسأت الظن به
واحتضنته طويلا ً..واعتذرت
وقررت أن أبقى معه وأحبه ..وهكذا وعدت

من وحي خيالي
دمووع تجرح*