عرض مشاركة واحدة
قديم 03-11-2018, 03:14 PM   #1
حزب الرعد


الصورة الرمزية الناقد/عبدالله الروقي
الناقد/عبدالله الروقي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1570
 تاريخ التسجيل :  Oct 2015
 أخر زيارة : 15-07-2023 (11:50 PM)
 المشاركات : 3,080 [ + ]
 التقييم :  1130
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي هل يمكن تعليم الشعر وكيفية كتابته



هل بالإمكان تعليم الشعر للغير وكيفية كتابته أو أنها موهبة فطرية ولماذا؟

الجواب على هذا السؤال تكسرت فيه النِّصَاُل على النصالِ بين علماء اللغة, والخلاف فيه ليس بالأمر الهين,ولايمكن إضافة جميع أقوالهم هنا ,لأن هذا السؤال قد أُلِّفت فيه مجلدات!
ولكن باختصار شديد كان العرب يرسلون أولادهم إلى أهل البادية كي تستقيم لغتهم فقد نشأت بينهم قيمة احترام الكلمة,فكانت الكلمة عندهم محسوبة سواءً في النثر أو في الشعر, بعكس الحاصل الآن.
وبسبب هذا الحرص ازدهر الشعر في عصرهم ازدهارًا لم يُعهد له مثيل!
وقد رُوي عن عمر بن الخطاب أنه كتب لأبي موسى الأشعري: "مُرْ مَن قبلك بتعلُّم الشعر، فإنه يدُل على معالي الأخلاق، وصواب الرأي، ومعرفة الأنساب". وكان معاوية بن أبي سفيان يقول:"يجب على الرجل تأديب ولده، والشعر أعلى مراتب الأدب".

لكن الذي يظهر من كلامهم أن المقصود بتعليم الشعر ليس صناعة شاعر , وإنما المقصود حفظ الشعر لأنه يقوي اللسان بالبيان سواء أصبح شاعر أم لا!
والدليل على هذا أن العرب الأوائل كانت القبيلة إذا وُلد لها شاعر ولمع نجمه وذاعت شهرته كانوا يقيمون لذلك الأفراح احتفالا واحتفاءً ببروز هذا الشاعر الذي سيصبح لسان القبيلة ويدافع عنها في أسواق عكاظ ومِجنَّة وسوق ذي المجاز وهذا الاحتفال والفرح دليل على أن صناعة الشاعر صعبة للغاية ولايمكن تعليم الشعر إلا لشخصٍ لديه موهبة أو وارث للشعر!ولو كانت سهلة لصنع العرب الأوائل آلاف الشعراء في قبائلهم ليدافعوا عنها!لكن الشعر لن يدخل ميدانه إلاصاحب موهبة أو وارث للشعر!
وإذا كان ثمت موهبة للشاعر فستظهر شاء أم أبى لكن لابد من تعاهدها بالسقاية والرعاية
ولكن لايعني هذا أن من لم يستطع كتابة الشعر أن يخرج من ميدانهِ بالكلية,فإن لم تكن شاعرًا فكن حافظا للشعر, فاحفظ الشعر المفيد سواءً من الفصيح أو من النبط لأن العرب كما أسلفت يحرصون على تعديل اعوجاج ألسنتهم وأخلاقهم بتعليم أولادهم الشعر,ويكفي قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (إن من الشعر لحكمة وإن من البيان لسحرا)
فيتعلم الإنسان من الشعر الحكمة وحسن التصرف في المواقف,ويتجمل به في روايته في المجالس,وكم من متذوق للشعر يعرف الشعر الجيد والسيء وهو ليس بشاعر وينتقد الشعراء ويصحح لهم, ولذلك قال علماء اللغة في كتبهم لايشترط في الناقد أن يكون شاعرًا ,وأغلب النقاد الذين ألفوا كتب النقد في الشعر الجاهلي وصدر الإسلام والأموي والعباسي.. إلى العصر الحديث,ليسوا شعراء لكنهم جمعوا بين العلم والذائقة الشعرية.
فجمال الإنسان الحقيقي هو العلم الذي يؤدي إلى جمال العبارة, فجمل لسانك بحفظ مافيه فائدة من الشعر أو من غيره فإن الإنسان بدون علم لاقيمة له.
وصدق زهير في معلقته عندما قال:
لسان الفتى نصفٌ ونصفٌ فؤادهُ= فلم يبقَ إلا صورة اللحمِ والدَّمِ
وصلى الله على نبينا محمد!


 
التعديل الأخير تم بواسطة الناقد/عبدالله الروقي ; 03-11-2018 الساعة 03:46 PM

رد مع اقتباس