شبكة رواسي نجد الأدبية

شبكة رواسي نجد الأدبية (https://www.r111n.com/index.php)
-   رواســي الـقصص والـروايات (https://www.r111n.com/forumdisplay.php?f=49)
-   -   الامير: ضيف الله بن عميره (https://www.r111n.com/showthread.php?t=37162)

خيال مطير 18-07-2017 07:18 AM

الامير: ضيف الله بن عميره
 
ضيف الله بن عميرة (( قشعان ))





يصيد مخلابه وهو ما يصادي
حرٍ بوقته ما يوصف بحلياه

على ظهور معلكات الشكايم
كم سربة خلّو مراضيعها ايتام
لا جرها قشعان والحظ قايم
يشبع بها طير ليا ما لقا حام




ولادته :

تحدث الشيخ بدر بن قاعد بن عميرة فقال : كانت ولادته في عام 1262 هـ ولادة حقيقية لكل ما هو عال .. لكل ثبات .. لكل نصر .
اتصف الشيخ ضيف الله بن عميرة بالكرم والشجاعة والإيثار وحب الغير .
الظروف التي عاش بها في ذلك الوقت : كانت المجتمعات البدوية تعيش معتمدة على رعي الإبل والأنعام الأخرى ، وكانت لا تستقر بمكان أو موطن معين .
بل الحاجة إلى المرعى والكلأ تدفعهم للرحيل ، هذه الظروف المعيشية القاسية خلفت نوعاً من الالتجاء والولاء للقبيلة وتكوين مجتمعات مترابطة أساسها القبيلة ، وقد تتفرع هذه القبيلة إلى مجتمعات أصغر منها ، وهي الفخذ أو الفرع .
تلك الظروف أفرزت وولدت معارك وغزوات بين تلك القبائل أو الفروع . معتمدين في ذلك على إمكاناتهم الحربية . وهي الخيل والرماح والسيوف والبنادق البدائية هو الأمر المهم بالنسبة لهم ولا يخفى على القارئ أن تلك القبائل لم تأت من هجرة معينة لشعوب أخرى ، بل إن قبائل الجزيرة العربية امتداد للقبائل العربية المعروفة سواء العدنانية منها أو القحطانية فظروفهم المعيشية قد تكون متشابهة عدا بعض الحاضرة وهو قليلون والذين يعيشون في قرى معتمدين على الزراعة البدائية في قراهم مما جعل هناك قادة بارزين في تلك الفترة وفرساناً عرفوا في أوساطهم وامتدت شهرتهم لأبنائهم في وقتنا الحاضر .

غزواته :
غزوات الشيخ : ضيف الله (( قشعان )) وأفعاله تعجز الأسطر عن استيعابها وتجف المحابر ونقف في حيرةٍ من أمر اللهفة .. لما كتب وما سيكتب فقد كانت قبيلة المغايرة تعيش في وسط جبال (( كشب )) الواقعة شمال شرق من الطائف بقيادة الشيخ زايد بن عميرة والد الشيخ ضيف الله إلا أن ظروف المرعى أجبرتهم أن يرحلوا من هذه الجبال إلى وسط (( نجد )) فنزلوا من كشب حتى جاؤوا على عد يسمى (( سجا )) يبعد عن عفيف غربا حوالي 60 كم . وكانت القبائل الأخرى تجاورهم من جميع الجهات معتمدة في ذلك على قوتهم وفرسانهم .

وهذا ما جعل الفارس العظيم ضيف الله بن عميرة يأمر قومه بالغزو على إحدى القبائل لكسبهم ، لأن القبيلة تحتاج لذلك وهو حال كل القبائل يأخذ بعضها البعض بالقوة فكانت أو غزوة له تسمى غزوة (( الصفرة )) والصفرة جبال توجد بجوار قرية (( ثرب )) الموجودة الآن فقد قاد قومه من عدهم (( سجا )) متجهاً للقوم ومر بعد على كل مكان (( يسمى )) (( دعيكان )) وأقام عليه يوماً لتزهيب قومه من الماء وغسيل خيولهم بعدها تمت مواصلة الطريق حتى أقبل هو وجماعته على مكان هؤلاء القوم أقام وأرسل سبوره والسبر مهمته الكشف على الخصم ، وجمع المعلومات والرجوع بها إلى شيخ القبيلة وقبيلته وتم الكشف من قبل السبر على مكان تواجد خصومهم ، وعلى مواقع الإبل كان سبره في هذه الغزوة الفارسين (( دخيل الله بن راجي بن عميرة وعيد بن فاض المغيري وقد تمت الغارة على الإبل وأخذها بعد معركة حامية لا ينقصها سوى انتصارهم جميعاً كان يوجد فيهم فارسهم المشهور ويسمى (( عريميش )) فقد تقابل هو والشيخ ضيف الله وتبارزا وقد أخذ الشيخ ضيف الله فرسه المشهورة بعد أن انكسرت هده القبيلة .
ويقول أحد شعراء المغايرة ويدعى بجاد بن ضاوي المغيري
مادحاً الشيخ قشعان :




قشعان يقشع مثل حر الهدادي
يصفق على اليمني ويصفق بيسراه
يصيد مخلابه وهو ما يصادي
حر بوقته ما يوصف بحلياه
يقدى جموع مثل دفع الجرادي
ليا ضف جنحانه توهف معشاه
باطراف قوم للنشامى تنادي
يقود نمر تالي الليل تقفاه
وأصبح يفادي مقرعات التوادي
كم من فقير يوم ارد الله أغناه
ومن هيبته جضوا جميع البوادي
وجاه الذويبي يطلب العفو واعطاه





(( وقعة / تين )) وتين جبل يقع بوادي الخرمه ورنية وهي على قبيلة تقع على مقربة منه فبعد أن أخذ الشيخ ضيف الله ما يطمح به في غزوته الأولى قرر الغزو ولكن باتجاه آخر وبتخطيط مختلف فقد غزا القوم الذين بجوار جبل (( تين )) وأخذ إبلهم قام بعد ذلك بتوزيعها على القبيلة .

غزوة (( أم رقيبة )) : هذه الغزوة على إحدى القبائل فقد وجه الشيخ ضيف الله غزوته هو وقبيلته على هذه القبيلة كانت هذه القبيلة تقع بجوار هضبة (( طمية )) فقد أخذت هذه الغزوة ثلاثة أيام على الجيش والخيل ولما اقتربوا من مواقع هؤلاء القوم أقاموا وأرسل الشيخ ضيف الله السبر للكشف على مواقع القوم وإبلهم كان السبر أحد فرسان المغايرة وهما مذكر بن حمد المغيري وعيد بن فاضي المغيري ، فقد كشفا على مواقع الإبل لهؤلاء القوم وتمت الغارة على الإبل وتم أخذ إبلهم بكاملها وقد تم توزيعها على القبيلة بعد التأكد والبعد عنهم مسافة بعيدة .

غزوة (( وقعة الصفر )) والصفر جبال تقع في أيمن قوز اللعباء تقع شمال عن هجرة الحسو الموجودة الآن وهذه الغزوة على إحدى القبائل فقد غزاهم الشيخ ضيف الله بن عميرة هو وقبيلته وأخذوا إبلهم من هذا الموقع وكانت الغزوات التي قبلها .

(( وقعة / سواج )) : وسواج جبل يقع بجوار قرية القرارة الموجودة الآن وهذه الغزوة على إحدى القبائل فقد وجه الفارس الشيخ ضيف الله بن عميرة غزوته على هذه القبيلة بجوار (( سواج )) وكانت هذه الغزوة كثيرة العدد من ذوي عطية من الروقة كان فيها من الشيخ فاجر بن شليويح ومجاهد أبو سنون غزوهم ودارت معركة قوية بين تلك القبيلة وبين ذوي عطية قوم الفارس الشيخ ضيف الله وكعادة معارك القبائل يظلون منتصرين بقيمهم وشهامتهم وانتصارات والانهزام فيما لو حدث يؤسس لانتصارات قادمة أيضاً ثم أخذت إبل ذلك القوم من قبل ذوي عطية بعد معركة قوية بين الطرفين .

(( وقعة / البحرة )) على أحدى القبائل كذلك في أيمن هجرة أم أرطأ بوادي البحرة فقد غزا الشيخ ضيف الله هذه القبيلة بموقعهم بجوار هجرة أم ارطأ وقد التف في هذه الغزوة عدد من ذوي عطية ومن الروقة ودارت معركة بين هذه القبيلة والروقة فقد أخذوا إبلهم وعبيدهم وكان فيهم فارس يدعى ( أباح ) وعدد من فرسان هذه القبيلة قد أعطوا مجهودهم دفاعاً عن إبلهم وحلالهم ولكن تمكن الروقة من هزيمتهم والانتصار عليهم وأخذ إبلهم .

(( وقعة / البكري )) والبكري هضاب تقع بجوار هجرة (( كبشان )) الموجودة الآن فقد وجه الشيخ ضيف الله بن عميرة غزوته على إحدى القبائل كانت هذه الغزوة أكبر من غزواته التي قبلها فقد قاد جريرته من عدهم (( سجاء )) متوجهين لهذا الموقع وقبيلة بني عمر من حرب بعد أن أقبل الشيخ ضيف الله بن عميرة وقومه على اقتراب من هذه القبيلة أقام وأرسل سبوره كان سبوره في هذه الغزوة الفارس المشهور فاجر السلات وجمهور الهرس المرشدي قام السبر بالمهمة وكشفوا على الإبل والقوم بجوار هضاب البكري وقد تم رصد مواقع الإبل بعدها تمت الغارة على الإبل وأخذها وقد تم توزيعها على القبيلة ومن كان مشتركاً معه في الغزوة .

يقول بندر بن سرور

الشاعر الكبير بندر بن سرور العطاوي قال في قصيدة عندما حصل بينه وبين أحد الشعراء مرادات مادحاً أهل المدح ذوي عطية :




يالله جالي الأمور العظايم
نسالك الجنة وتثبيت الاقدام
.........................................
من يظلم الاجواد يظلم وينظام
ذوي عطيه ياردي العزايم
اهل المهار اللي على الموت عزام
على ظهور معالكات الشكايم
كم سربةٍ خلّو مراضيعها ايتام
لا جرها قشعان والحض قايم
يشبع بها طير ليا مالقا حام
وبخيت عند التوم جاله زحايم
في ماقف باللاش مافيه رحام
عز الله انك يا ابرق الريش هايم
كنك صدوق وانت تضرب بالأوهام




لقبه :

لقب الشيخ ضيف الله في هذه الغزوة (( بقشعان )) كان عند البادية في ذلك الوقت شيء من الاعتقاد فقد كانوا ينتظرون غزوة الشيخ ضيف الله حتى يغزوا معه ويكسبوا معه مكاسب لأن الشيخ ضيف الله بتوفيق من الله لا يعثرون قومه ولا يصابون بدم وهذا مما جعله مشهوراً أكثر في ذلك الوقت وكانت البادية ترغب الشيخ الذي لا يصاب قومه بدم ويعتقدون بذلك الشيء .

غزوة العجام : الشيخ مثال بن غميض الحربي شيخ البيضان من حرب أخذ إبل الشيخ متعب بن جبرين شيخ ذوي عون من مطير لعدة مرات وحاول إبن جبرين الانتقام من ابن غميض الحربي بأخذ إبله ولكن لم يحالفه الحظ من ابن غميض ليسترد إبله وإبل جماعته وابن جبرين من أكبر شيخ مطير كذلك ابن غميض فقد جاء هو وجماعته حتى نزل بجوار الشيخ ضيف الله بن عميرة وجماعته بطريقة العاني والعاني عند البادية يضمن عدم الأذى به من هذه القبيلة لأن مطير وعتيبة وحرب وقحطان وجميع القبائل بعضهم لبعض وبعد ضيافته والراحة عدة أيام وهو جار للشيخ ضيف الله اتفقا على الغزو على ابن غميض الحربي وجماعته وجهزوا جيشهم وخيلهم لغزو ابن غميض وجماعته سميت الغزوة غزوة العجام انتصر فيها الشيخ ضيف الله بن عميرة ومن معه وأعاد إلى ابن جبرين إبله بكاملها من ابن غميض الحربي وكانت هذه الغزوة قد التف فيها عدد من عتيبة ومطير بعضهم مع بعض وعادوا بمكسبهم إلى مكان عدهم القاطنين عليه . أمضى ابن جبرين فترة من الزمن وهو جار الشيخ ضيف الله بن عميرة حتى جاءت قصة قتل تراحيب بن بصيص وتراحيب بن بصيص من الصعران وفارس شجاع قد أذهل فرسان عتيبة بشجاعته وقد سيق (( فنجاله )) في غزوة الشيخ تركي بن سلطان بن ربيعان وهذال بن فهيد وشرب فنجاله ـ فاجر السلات وقتله كان تراحيب بن بصيص أخو لابن جبرين من أمه وكلهم من قبيلة (( مطير )) قبيلة تحتار فيمن تراه أعظم فارس فيهم تراحيب بن بصيص من الصعران ومتعب ابن جبرين من ذوي عون من مطير ، فقد رثى أخاه بقصيدة وهو جار للشيخ ضيف الله ويقول في قصيدته :





ياهل الرمك زيد والهن بالبريره
نبي ندور فوقهنه تراحيب
لابد من يوم منيس نذيره
عسامه اكبر من خشوم العراقيب
ياليتني والموت مافيه خيرة
حضرتهم والخيل عنهم جناديب
حضرتهم من فوق حمرا ظهيرة
والله لا عشى جايع النسر والذئب
لومي على اللي يحتمون الجريرة
ما ريعوا له دايفين المغاليب
ربعي مطيران شب للحرب نيرة
ايمانهم تورد ارماح معاطيب



عندما قصد هذه الأبيات كان بجوار الشيخ ضيف الله فرد عليه شاعر من ذوي عطية وهو عسكر بن المصعوك الغنامي بقصيدة قال فيها :





يا راكب من فوق دمث الحصيره
مارقعوا في خفها بالجواذيب
ملفاك ابن جبرين زبن الكسيره
عيد الركاب مدورات المعازيب
له عادة يفهق شبات المغيره
ليا لاذ هوش معجلين التراكيب
قل كان في بالك هروجٍ كثيره
رد البرا يأتي مع اول مناديب
يا اللي تحامي دون راع الجزيره
خل المحاما دون زمل الرعابيب
عينت زبن الخير راع العشيرة
تذكرة قدام تطري تراحيب
معك الخبر فينا ومعك السريره
ومخطي ولا لك من ورانا مطاليب
متمكن من عندنا ولك ديره
بايمن بدن والحمر وام المقاريب
لولا العواني اللي عليكم مديره
مادون ناصلكم على الفطر الشيب
ليا بكر الوسمي وعزّل صبيره
ووصلت مقاديمه إلى أم المشاعيب
اياتنا يودع رفيقه جصيره
والا تولي به ظعونه هواريب
ما يمتنينا كود عدم البصيره
اللي يدليه القدر للتسابيب
ربعي عتيبة يخلفون البصيره
صفقاتهم ترعب قلوب الاجانيب
كم شيخ قوم قد هدمنا حجيره
عليه بيضه يشلحن الاساليب
عليك مني يا ابن جبرين جيره
نبدي لكم في عاليات المراقيب
الخيل بالفرسان مثل السعيره
ومردف العيرات شيب المحاقيب
وان لاح براق الحيا صوب ديره
زرناه بالعفر امهات الدباديب
وان ناشنا الطرقي نشوّق نظيره
نجهر عيونه بالرماح المغاليب
ليا جرنا قشعان راع الجريده
الشيخ مرذى شايبات المحاقيب
يا ما انقطع في ساقته من فطيره
ومن بكره غب الصلف تضرس النيب
يا شرنا لاهل القلوب الشريره
ويا طيبنا للي يبي الطيب بالطيب
ويا ويل من هو في نحانا نحيره
إليا ركبنا فوق شهب شلاهيب
لابد من نمرا عليكم مغيره
من والغه يركب نفلها على الذيب




طلب ابن جبرين المطيري الرحيل إلى قبيلته مطير فأذن الشيخ ضيف الله له ورحل إلى قبيلته

معجب بن فرج المغيري من شعراء المغيرة المشهورين نوى الحج عندما كبر سنه أراد ذلولاً طلبها من ضيف الله فأعطاها إياه يقول :





مقطاننا عد به الجم قزاّح
مناحر السبيع هم ولبقومي
يا ما حلا المصباح والصبح منباح
بين الرحى الخرما وبين الرحومي
قدام شول امتيهت كل مضياح
على دقاق أرقابهن الوسومي
والصيد عن نحورهن جاك سراح
عن الغبا يعطن روس الخزومي
يا ما حلا كدّه قونه ليا طاح
اليا اختلط بحجّة وعجل السهومي
ما همني إلا يوم حزاّت الافلح
جوني بثوب وعقبوني هدومي
الله على قدام غفّات الارواح
من حج بيت الله وزار اليمومي
من فوق حمر من طويلات الاشواح
واقم السدس من الازيات اللحومي
عطية من عند كسّاب الامداح
من عند أبو سلطان زين الفحومي
زبن المهار اليا حدوهم بالارماح
وقل الجميل وقلّصن العلومي
حر ولد حر يا اهوى العشا طاح
ماهو يمن ماكر دجاج وبومي
وعيد الركيب ليا هطل عقب الامراح
عقب العشا يوم اكهبن النجومي
لزمٍ يقوم لهن عجلن بالانصاح
ويذبح لهم كومٍ شحمها ردومي
وله دلةٍ فيها اشقر البن فيّاح
يفرح بها اللي للحشايش يعومي
ويفرح به الراع المطرف ليا صاح
لا راح ذوده فالمحاوي قسومي


(( غزوة البعجا )) : أرسل الشيخ هذال بن فهيد رسالة للشيخ ضيف الله طالباً منه التأني في أحد غزواته حتى يتم لابن فهيد الغزو هو وضيف الله بن عميرة كلهم في غزوة واحدة هم وقبائلهم والتي يقصد فيها القبائل الأخرى فقد جاء الشيخ هذال بن فهيد وجماعته إلى مكان أو موقع الشيخ ضيف الله وجماعته وأقاموا ثلاثة أيام بضيافة الشيخ ضيف الله بعدها تم تجهيز خيولهم وعتادهم متجهين في هذه الغزوة إلى إحدى القبائل ولقد التف في هذه الجزيرة عدد كبير من فرسان عتيبة فقد صبحوا هؤلاء القوم على مكان يسمى البعجاء وأخذوا إبلهم كان من قبيلة عتيبة ذوي عطية من الروقة والشيابين قام الشيخ ضيف الله والشيخ هذال بن فهيد بتوزيع ما غنموه على قومهم .
(( وقعة العرفجية الكبيرة )) : والعرفجية آبار بوادٍ بجوار هضاب البهرة والواقعة شمالاً من عفيف وصلت الأخبار قبائل عتيبة وغيرهم عن شهرة ضيف الله بن عميرة الملقب (( بقشعان )) حيث أنه إذا اتجه بجريرته على أحد القبائل بتوفيق من الله أخذ إبلهم وقيل أيضاً إنه لا يصاب قومه بدم مما جعل البادية في ذلك الوقت يجهلون بعض أمور الدين بعد كل الغزوات التي كسبها الشيخ ضيف الله من الأقوام الثانية رغب الكثير في الغزو معه من عتيبة وغيرهم وعد الشيخ ضيف الله قومه ومن يرغب في الغزو معه على أحد القبائل فوصلت الأخبار شيوخ عتيبة بأن ابن عميرة سيغزو قوم (( ناهس القاطنين على عدهم المسمى (( العرفجية )) التف في هذه الغزوة عدد كثير جداً من عتيبة كان فيهم من الشيوخ مارق الضيط وفاجر بن شليويح ومحمد بن سلطان بن ربيعان وفاضي أبو خشيم ومجاهد أبو سنون ومرزوق بن وبصان وفخذ الشطايطة من مطير ذوي هادي وجماعتهم وكانت الجريرة للشيخ ضيف الله بن عميرة والتفت فيها هؤلاء الشيوخ بمن معهم فقد اتجهوا جميعهم على قوم ناس وأصبح هو على عدهم المسمى (( العرفجية )) بعد تأكيد إبلهم من قبل السبر الذين يكشفون على مواقع الإبل والقوم كان السبر في تلك الغزوة هم عبيد بن جبار الغنامي العطاوي ومعوض بن شدة المرشدي قاموا بالكشف على مواقع الإبل وتأكيدها من قبل الشيوخ فقد أغاروا عليهم في ذلك الوقت أخذوا (( الصادرة والواردة والمغبة والمربعة كذلك مروا بالقطين عند البيوت وأخذوا العبيد منها بعد معركة شديدة كانت هذه الجريرة كثيرة العدد والعدة ويقول (( عسكر المصعوك الغنامي نقلاً عنه لأنه توفي في عهد الراحل العظيم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن يرحمه الله يقول إن عدد خيولهم وجيشهم يتجاوز ألف وخمسمائة جواد متجهة كلها على قبيلة ناهس

الذويبي شيخ بني عمر من حرب من أكبر شيوخ حرب ويأخذ أقواماً من عتيبة لعدة مرات إلا أنه حظ الشيخ ضيف الله غطى على حظه فعرف أن مجاهرة الشيخ ضيف الله لا يمكنه من شيء فرأى بعد غزوة (( العرفجية )) أن يضيف عند الشيخ ضيف الله ويطلبه عدم قصده بجريرته أو قومه مرة ثانية بسلومهم في ذلك الوقت جاء هو وأبوه فاجر الذويبي وأخوه مقحم الذويبي ومن معهم إلى الشيخ ضيف الله قام بضيافتهم وإعطائهم ما جاءوا إليه بعدم توجيه غزواته عليهم هم ومن تبعهم من قومهم أعطاهم من الإبل والعبيد وعادوا إلى أهلهم ولم يوجه الشيخ ضيف الله غزوته بعد ذلك على الشيخ ناهس الذويبي وجماعته .

(( غزوة الدفينة )) : وقعت هذه الغزوة بجوار الدفينة الموجودة الآن شمالاً من قرية (( ظلم )) وهي على إحدى القبائل فقد غزاهم الشيخ ضيف الله بن عميرة في هذا الموقع وأخذ إبلهم وفيها عدد من الجيش حاول أميرهم غزو الشيخ ضيف الله لأخذ إبله إلا انه لم يحالفه الحظ في أخذها .

كان هناك رجل يدعى (( نور بن مشيلب شهيل المغيري كان بإبله في الحجاز في أدنى هضاب (( كشب )) وهو جار لأحد القبائل لم يكن مع قبيلته المغايرة فأخذت إبله بكاملها ولم يقدر القوم الذين كان معهم من إرجاعها فأرسل قصيدة للشيخ ضيف الله بن عميرة طالباً منه أخذ هؤلاء القوم الذين أخذوا إبله أو أرجاع إبله إليه منهم بطريقة غزوهم والذي أخذ إبله هو الشيخ مثال بن غميض البيضاني أخذها بكاملها وقد أخذ إبل نور مشيلب بن شهيل المغيري من جوار (( الحفر )) الذي يقع في ركبه وصلت القصيدة التي وجهها المذكور للشيخ ضيف الله بن عميرة في موقعهم فغزا الشيخ ضيف الله وقومه ابن غميض وتم أخذ إبله وأعاد إلى نور مشيلب إبله في هذا الغزوة وتوجد الآن بقايا من الأبل عند أبنائه فرد نور بن مشيلب المغيري بقصيدة يقول فيها :





وابا عراه اللي ورا الحمر رتاع
فيها جمال وجيش ومجمعاتي
حليبها ينقش عن الكبد الاوجاع
كنه يكسّر فيه سكر نباتي
يا ما حلا مقهورها رد واطاع
بين القفيف وبين خشم جبواتي
ميرادها عد على كاهل القاع
عليه ضلعان القرا مرقباتي
مرهن عليها ان قادها الله بالاسناع
مادام أبو سلطان على الحياتي
نتبع ثيل الرجل ماهو برعراع
ليا قلطوا حنكانهن للرماتي
وساجوا وماجوا وانقض العلم في ساع
وصاحن بيضن قبلهن غافلاتي
وجات الغزياز في نحل كل طماع
على مهار بالغذاء مكرماتي


كان هناك رجل يدعى (( ضبيب بن مغدن المرشدي الروقي عنده فرس قام بتربيتها حتى رآها تتحمل الطراد بجدارة كانت هذه الفرس قد أعطاها إياه ابن عمه درعان من قبل ولما رآها عند ضبيب قد صارت من أطيب الخيول رجع في عطائه مستخيراً عن عطائه فرسه لأن الفرس في ذلك الوقت لها مهمة كبيرة وغالية ولما سمع بجريرة الشيخ ضيف الله على أحد القبائل حاول امتطاءها ورفض ابن عمه ذلك فقصد قصيدة في تلك الفرس يقول فيها :





يا سابقي وان قدم السبر قشعان
طليقة اليمنى ماهي بمعثورة
عطيتها بر خفي ولا بان
حتى إنها صارت عن الخيل صورة
عيا عليها دايخ الرأس ودعان
يبي عليها يحتمي زمل نوره





ودرعان (( ابن عمه )) الذي رفض إعطاه (( الجواد )) قال له الشيخ ضيف الله إذا غزونا فما تمسكه يدك يا ضبيب فهو لك بدون عزل لأن الشيخ في ذلك الوقت يعزل على القوم أو الفارس الواحد لم يترك له إلا ناقة وفرسه أو ذلوله فغزا ضبيب مع القوم ولما أخذوا الإبل كان ضبيب قد حجز خمس عشرة ناقة عفراء وانحاز بها على حدة من القوم ولحق به الشيخ ضيف الله لعزل هذه الإبل فلما وجد أنه ضبيب تركها بكاملها وتوجد الآن بقاياها مع ابن ابنه .

غزوة (( البرك ))
شيخ بني رشيد قاسم بن براك فارس مشهور وفي إحدى مغازيه أخذ إبل الدياحين من مطير وإبل بن عصاي من الروقة وفي عودته صادف الشيخ ضيف الله بن عميرة في طريقه لأنه كان قاصدهم فدارت بينهم معركة أخذ الشيخ ضيف الله إبلهم التي أخذوها من الدياحين وابن عصاي فأخذ إبل الدياحين وأعاد إبل ابن عصاي له فقال شاعر .
رشيدي يصف ما حصل :




امس الضحى جينا بطرش الدياحين
وذويد ابن عصاي مرذي الهجيني
وأولاد روق اللي على الحرب عاصين
قدامنا فوق البرك محتسيني
اللي ذبح منا ثلاثة وعشرين
غير الصويب اللي يجر الونيني
يا ذيب لا تأكل لحوم المسمين
جنب طنف وربوعه الغانميني



وقيل أنه بعدما أعاد الشيخ ضيف الله إبل إبن عصاي له دعت قبيلة الدياحين إبن عصاي بالجيرة لأن سلومهم في ذلك الوقت تعيد إبل جارهم له حتى ولو بعد أخذها فجاء إبن عصاي لإبن عميرة بإخباره بأنهم جيران له وهم (( الدياحين )) وهذه في وجهه فأعاد الشيخ ضيف الله بن عميرة إبل الدياحين لهم بأعرافهم في ذلك الوقت .

زوجتــــــــــــه تـــــــــــرثــــــيـــــــه

العاتي بنت شليويح العطاوي زوجة الشيخ ضيف الله بن عميرة رثته بقصيدة قالت فيها :
ـ




جر قلبي جر غرين فوق بيري
جرته ملحا ردومٍ زعوقيه
جرته تبغا مداهيل الصديري
ثم راح رشيها في كل نيه
والله انه خارف قلبي عشيري
مثل ما يخرف عذوق المقفزيه
جعل وبل المزن من فوقه يحيري
من سناف القصر يسقى ادنى ركيه
حيث هاك القصر ساكنه الاميري
مرذب العيرات حام الدوبليه



وفاته :


لما أراد الله وفاة الشيخ ضيف الله أخذت إبل لأحد الروقة ويدعى مسفر الغميض الجذع من جماعة (( ابن زريبة )) كان مع قبيلة المغايرة والذي أخذ إبله عدد ليس بكثير من مطير وهم السقايين وجاء مسفر المذكور مستنجداً بالشيخ ضيف الله وجماعته فلحقت الخيل الإبل التي أخذت وتم إرجاعها كان فيهم شخص يدعى (( ذعار بن موهق بن سقيان )) قد سمع الشيخ ضيف الله بن عميرة عنه أنه قد شرب فنجاله أو أراد شرابه في أحد غزوات مطير فلحق به لقتله وقد هرب إلى ضرية ولما دخل محارم بيوت أهل ضرية وإذا بالشيخ ضيف الله قد لحق به ومعه رجل يدعى جامع السليس فحاول أهل (( ضريه )) إقناع الشيخ ضيف الله بالرحيل لأنه قد دخل محرمهم وهو في جوارهم إلا أنه لم يقتنع ففي أثناء محاورتهم أظهر ابن سقيان المذكور بندقيته مع أحد نوافذ البيوت وأطلق منها رصاصة أصابت الشيخ (( ضيف الله )) وأردته قتيلاً ورجع (( جامع )) الذي كان مرافقاً للشيخ ضيف الله إلى القبيلة وأخبرهم بما حصل وإذا الأمر قد فات

أحزن الشيخ ضيف الله ذوي عطية حزناً كثيراً جاءهم بعد أيام من وفاة الفارس الشيخ ضيف الله بن عميرة خبر وجود ابن سقيان معه عدة أشخاص في مكان معين فاعتدوا عليهم وقتلوهم إلا شخصين عددهم تسعة أشخاص ولما عادوا إلى مكانهم فإذا الخبر يصلهم بأن هؤلاء الأشخاص ليسوا بالسقايين بل هم (( الضمون )) ابن ضمنه المطيري وجماعته فجاء (( سواد بن ضمنه المطيري )) للشيخ زايد بن عميرة يطلب منه التعويض الكامل لهؤلاء الأشخاص الذين قتلوا بلا ذنب وإلا سيستمر قطع السلوم القوامه بينهم فأعطاه زايد عدداً الجيش الذي أخذوه وأعطاه عدداً من الإبل والخيل تعويضاً في هؤلاء الأشخاص .

رثاؤه وقد رثى الشيخ ضيف الله (( فلحان بن نهير المغيري )) عندما قتلوا الضمون ويقول في قصيدته )) :




ياواصل راع القرية
ان جيت لي زين الفحوم
سبعة عبادل في شويه
خلتهم المارت لهوم



وراع القرية (( هو الشيخ ضيف الله بن عميرة )) المدفون في (( ضرية ))
أمضى (( ذعار بن موهق بن سقيان )) سنتين يتهرب عن مواقع المغايرة وذوي عطية فقد تقابل بالصدفة هو وشخص يدعى (( حمود الماشي الغبيوي )) وعندما عرفه أنه إبن سقيان الذي قتل الشيخ ضيف الله أطلق عليه بندقيته فقتله كان ذلك في أثناء فتح جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود يرحمة الله للرياض بسنتين أو ثلاث سنوات .

روابي 18-07-2017 10:31 AM

موضوع رائع وجميل
خيال
تسلم على الطرح المميز
شكراً لك

محمد الغنامي 18-07-2017 11:43 AM

خيال مطير
سلمت يداك ودام، نقلك
موضوع جميل لفارس معروف وشيخ
سجل اعجابي وتقديري
يسبقه ختم التميز
والتقييم

ملكة الرواسي 18-07-2017 12:44 PM

سلمت خيال
لا هنت على نقلك

النجلاء 18-07-2017 01:09 PM

خيال مطير
يعطيك العافيه ع الموضوع الأكثر من رائع
نقل مميز لفارس من فرسان الباديه المشهورين بالشجاعه والبطوله
شاكره لك وجودك ومجهودك
تقديري لسموك
النجلاء

خيال مطير 21-07-2017 04:50 AM

الف شكر لكم على مرورك العطر

وجزيل الشكر

لاخي الغالي محمد ع ختم وتقيييم الموضوع

تحياتي لكم

خيال

مهرة يام 22-07-2017 04:03 PM

طرح راقي وجميل
لاهنت يامحمد

يعطيك العافيه
تقديري لك

محمدبن عبيان القحطاني 22-07-2017 04:09 PM

سلمت خيال
لا هنت على نقلك


الساعة الآن 11:32 PM بتوقيت السعودية

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com

new notificatio by 9adq_ala7sas
الشركه المالكه