محمدبن عبيان القحطاني
15-06-2017, 04:23 PM
جرت هذة القصة إبان حكم إبن رشيد ( الأمير محمد العبدالله الرشيد .. ويعتبر من أقوى حكام آل الرشيد ومن أكثرهم فطنة وحنكة .. وكان مجلسة يجمع شيوخ القبائل والشعراء والرجال العارفة بأمور الحياة .
في أحد الأيام وعند جلوس الأمير محمد في مجلسة أمر بأن تصب القهوة لضيوفة وكما هي العادة .. يقوم صبابي القهوة بالبدء بمن هم على ميمنة الأمير ، لأهميتهم وكان بالمجلس وممن جلس على الجهة اليمنى - ليس بقرب الأمير مباشرة ، ولكن ليس ببعيد عنه _ شخص يدعى علوش بن ظويهر العنزي وهو شخص على دراية تامة بصنع القهوة وبطعمها ويعرف طعمها إذا داخله شيء غريب ..
وصل فنجان القهوة لعلوش .. وعندما رسف منه رشفة تغير وجههة إذا علم بان هناك طعم غير مستساغ في القهوة .. فهق المسند الي وراه أي أبعده عن الجدار وكب الفنجان وهو يحاول أن يستتر بفعلته هذه لأنها في سلوم العرب ( عرف العرب ) عيب وإهانة لصاحب المجلس .. أثناء فهقته للمسند وكبته للفنجان رآه إبن رشيد وهذا ما كان يخافه علوش .. وإذا بإبن رشيد يبادر علوش بصوته الجهوري وبلهجة أهل الشمال بقوله :
(( وراك سفيت الفنجان يا علوش !!! ))
فأجاب علوش وجلاً (( والله يا طويل العمر ..... مالي نظر بالقهوة اليوم ))
فرد عليه إبن رشيد بغضب أكبر :
(( شلون مالك نظر بالقهوة .. وأنت لك كم يوم عندنا تشرب منه ))
فطلب الأمان علوش من الأمير ليقول الحقيقة .. وأعطاه إياه.. فقال علوش (( الحقيقة يا طويل العمر .. القهوة صايدة )) بمعنى أن القهوة تحتوي على طعم غريب ون هناك شيء ما دخل فيها أثناء طبخها ...
فإستغرب إبن رشيد كثر وقال (( صايدة !!! وش صايدة ؟؟ ))
فرد عليه علوش بثقة (( قهوتك صايدة قعسي ... - ))
بجواب علوش .. تحدى الأمير في أن يثبت صحة كلامة وأعطى رقبته رهنا لما يقول وإثبات لصحة كلامة ..
أمر إبن رشيد بأن يؤتى بالدلة وأن يؤتى بقدر لتصب فيه وأن يوضع على القدر ليف ليصفي البن .. وفعلا صبت الدله على الليف وبعدها قام الأمير يحرك البن اللي تجمع على الليف بعود معه ..وإذا فعلا .. يجد حشرة القعسي مهترئة ويابسة كأنها ورقة من أوراق الشاي السوداء..... !!!!
هنا ألتفت إبن رشيد على علوش وقال له مستغرب (( وشلون عرفت إن بالقهوة قعسي )) ..
فجاوب علوش وهو جالس بطريقة تدل على الفخر لأثباته على صحة كلامة وفوزه بالتحدي (( القهوة يا طويل العمر به طعم حموضة .. !! ))
فالتفت إبن رشيد على أحد من أخوياه وسال عن علوش : كم له بالضيافة عندنا فأجابه الخوي يومين .. فأمر بقوله خلوه يقعد أبا أختبره واشوف إن كان كلامه مضبوط وبشوف معرفته بالقهوة هل هي صحيحة وإلا إنها مرة وصابت وبس ...
إختلى إبن رشيد بمعاونيه وخوياه يسالهم عن الأشياء اللي ممكن أن نضيفها مع القهوة ولا يبين طعمها .
ومع محاولاتهم الا انة كان يكتشف كل مايضاف على القهوة
آخر ما فكر به إبن رشيد أن يأمر القهوجي بأن يطبخ مع القهوة فنجان حب بن نيء أخضر غير محموس وفنجان بن محروق تماما .. وقال القهوجي أطبخها وبهر وصب لعلوش .. وقال لعلوش سؤالة التقليدي (( هاااا يا علوش .. تشوف به طعم شين اليوم ؟؟؟ ))
فرد علوش (( إي والله يا طويل العمر .. به طعم نيات .. وطعم حرق ))
هنا أيقن إبن رشيد أنه مهما حاول أن يخفي الطعم الغريب سيعرفه علوش وأيقن من درايته بالقهوة وطبخها وصنعها .. فقال له :
(( إسمع يا علوش ... كل ما يصير القمر مثل الباكورة بالسما .. وجهك وأشوفه .. وكل ما ينوبك من قهوة ومعاميل ... علي الين ما أموت )) يعني كل ما يكتمل القمر وصبح دائريا بدرا تعال إلينا لكي نعطيك ما يلزمك من قهوة وأدوات لصنعها وما يلزمك من حاجيات لضيافة الضيوف ..
حضر هذه الحادثة شاعر يسمى محمد أبا الروس الذويبي ( من قبيلة حرب ) وصاغ الأبيات التالية مسجلا تلك القصة المشهورة يقول فيها :
تستاهل الكيف الحمر يا بن وايل ... أنت الذي تستاهل الكيـف كلـه
يللي نقدته وسط ديـوان حايـل ... لولاك يا علوش محدن فطن له
بدلال من يجعد صقا كل عايـل ... الضيغمي ريف اليديـن المقلـة
الضيغمي مردا المهار الأصايـل ... يا ما أنقطع بساقته من سجلـه
يا بن ظويهر ما بها قول قايـل ... تستاهل الفنجان لا جـا محلـه
يا ناقد الـدلال بحكـم الدلايـل ... يا ريف هجن والمزاهب مقلـة
ربعك بني وايل مجـاز القبايـل ... أهل الجموع الراسية والمظلـة
زبن الدخيل اللي توطـاه طايـل ... الجمع دونه والرمك مردف لـه
في أحد الأيام وعند جلوس الأمير محمد في مجلسة أمر بأن تصب القهوة لضيوفة وكما هي العادة .. يقوم صبابي القهوة بالبدء بمن هم على ميمنة الأمير ، لأهميتهم وكان بالمجلس وممن جلس على الجهة اليمنى - ليس بقرب الأمير مباشرة ، ولكن ليس ببعيد عنه _ شخص يدعى علوش بن ظويهر العنزي وهو شخص على دراية تامة بصنع القهوة وبطعمها ويعرف طعمها إذا داخله شيء غريب ..
وصل فنجان القهوة لعلوش .. وعندما رسف منه رشفة تغير وجههة إذا علم بان هناك طعم غير مستساغ في القهوة .. فهق المسند الي وراه أي أبعده عن الجدار وكب الفنجان وهو يحاول أن يستتر بفعلته هذه لأنها في سلوم العرب ( عرف العرب ) عيب وإهانة لصاحب المجلس .. أثناء فهقته للمسند وكبته للفنجان رآه إبن رشيد وهذا ما كان يخافه علوش .. وإذا بإبن رشيد يبادر علوش بصوته الجهوري وبلهجة أهل الشمال بقوله :
(( وراك سفيت الفنجان يا علوش !!! ))
فأجاب علوش وجلاً (( والله يا طويل العمر ..... مالي نظر بالقهوة اليوم ))
فرد عليه إبن رشيد بغضب أكبر :
(( شلون مالك نظر بالقهوة .. وأنت لك كم يوم عندنا تشرب منه ))
فطلب الأمان علوش من الأمير ليقول الحقيقة .. وأعطاه إياه.. فقال علوش (( الحقيقة يا طويل العمر .. القهوة صايدة )) بمعنى أن القهوة تحتوي على طعم غريب ون هناك شيء ما دخل فيها أثناء طبخها ...
فإستغرب إبن رشيد كثر وقال (( صايدة !!! وش صايدة ؟؟ ))
فرد عليه علوش بثقة (( قهوتك صايدة قعسي ... - ))
بجواب علوش .. تحدى الأمير في أن يثبت صحة كلامة وأعطى رقبته رهنا لما يقول وإثبات لصحة كلامة ..
أمر إبن رشيد بأن يؤتى بالدلة وأن يؤتى بقدر لتصب فيه وأن يوضع على القدر ليف ليصفي البن .. وفعلا صبت الدله على الليف وبعدها قام الأمير يحرك البن اللي تجمع على الليف بعود معه ..وإذا فعلا .. يجد حشرة القعسي مهترئة ويابسة كأنها ورقة من أوراق الشاي السوداء..... !!!!
هنا ألتفت إبن رشيد على علوش وقال له مستغرب (( وشلون عرفت إن بالقهوة قعسي )) ..
فجاوب علوش وهو جالس بطريقة تدل على الفخر لأثباته على صحة كلامة وفوزه بالتحدي (( القهوة يا طويل العمر به طعم حموضة .. !! ))
فالتفت إبن رشيد على أحد من أخوياه وسال عن علوش : كم له بالضيافة عندنا فأجابه الخوي يومين .. فأمر بقوله خلوه يقعد أبا أختبره واشوف إن كان كلامه مضبوط وبشوف معرفته بالقهوة هل هي صحيحة وإلا إنها مرة وصابت وبس ...
إختلى إبن رشيد بمعاونيه وخوياه يسالهم عن الأشياء اللي ممكن أن نضيفها مع القهوة ولا يبين طعمها .
ومع محاولاتهم الا انة كان يكتشف كل مايضاف على القهوة
آخر ما فكر به إبن رشيد أن يأمر القهوجي بأن يطبخ مع القهوة فنجان حب بن نيء أخضر غير محموس وفنجان بن محروق تماما .. وقال القهوجي أطبخها وبهر وصب لعلوش .. وقال لعلوش سؤالة التقليدي (( هاااا يا علوش .. تشوف به طعم شين اليوم ؟؟؟ ))
فرد علوش (( إي والله يا طويل العمر .. به طعم نيات .. وطعم حرق ))
هنا أيقن إبن رشيد أنه مهما حاول أن يخفي الطعم الغريب سيعرفه علوش وأيقن من درايته بالقهوة وطبخها وصنعها .. فقال له :
(( إسمع يا علوش ... كل ما يصير القمر مثل الباكورة بالسما .. وجهك وأشوفه .. وكل ما ينوبك من قهوة ومعاميل ... علي الين ما أموت )) يعني كل ما يكتمل القمر وصبح دائريا بدرا تعال إلينا لكي نعطيك ما يلزمك من قهوة وأدوات لصنعها وما يلزمك من حاجيات لضيافة الضيوف ..
حضر هذه الحادثة شاعر يسمى محمد أبا الروس الذويبي ( من قبيلة حرب ) وصاغ الأبيات التالية مسجلا تلك القصة المشهورة يقول فيها :
تستاهل الكيف الحمر يا بن وايل ... أنت الذي تستاهل الكيـف كلـه
يللي نقدته وسط ديـوان حايـل ... لولاك يا علوش محدن فطن له
بدلال من يجعد صقا كل عايـل ... الضيغمي ريف اليديـن المقلـة
الضيغمي مردا المهار الأصايـل ... يا ما أنقطع بساقته من سجلـه
يا بن ظويهر ما بها قول قايـل ... تستاهل الفنجان لا جـا محلـه
يا ناقد الـدلال بحكـم الدلايـل ... يا ريف هجن والمزاهب مقلـة
ربعك بني وايل مجـاز القبايـل ... أهل الجموع الراسية والمظلـة
زبن الدخيل اللي توطـاه طايـل ... الجمع دونه والرمك مردف لـه