خيال مطير
08-11-2016, 03:43 AM
ظلم أم عدالة
في أحد البلاد الإسلامية وجد قتيل لم يعرف قاتله وحيث إن القتل كان فظيعاً ضغط وزير الداخلية على
المدير العام للتحريات الجنائية أن يجد القاتل بكل صورة، وأعمل المدير كل أجهزته الأمنية لمعرفة القاتل،
ولكن القاتل ظلّ مجهولاً، ومضت مدة طويلة بدون الحصول على أي شيء؟
حتى ظنّ الوزير أن المدير العام شريك في الجريمة، فأصدر إليه أمره أنه لابد من تشخيص ومعرفة القاتل
خلال ثمانية وأربعين ساعة، وإلاّ يتهم الوزير نفس المدير بأنه شريك في الجناية.
فارتبك المدير وضغط على الأجهزة للعثور على القاتل، ومضت سبع وأربعون ساعة بدون جدوى.
وإذا بذهنية المدير تتفتق عن حيلة ..فأصدر أمره إلى معاونه أن يخرج من الدائرة ويلقي القبض على أول إنسان يراه
مهما كان ويأخذ منه الاعتراف بكل وسيلة بأنه هو القاتل .
وخرج المعاون وألقى القبض على صياد سمك طاعن في السن وأحضره عند المدير.
قال له المدير: أنت قتلت فلان؟.
قال الصياد: لا أعرف فلاناً حتى أكون قاتله.
قال المدير: نعم، هناك أدلة وشواهد تدل على أنك القاتل .
قال الصياد: أنا رجل فقير مسكين أصطاد السمك لقوت عائلتي وعندما ألقيتم القبض عليّ كنت
متوجهاً إلى البحر لصيد السمك .
فأمر المدير معاونه بأن يضربه حتى يعترف .. وتحت وطأة التعذيب اعترف الصياد بالجريمة .
فخبر المدير الوزير بأنه وجد القاتل .
فأسرع الوزير وأصدر الحكم عليه بالإعدام فوراً .. وتجمهر الناس ليروا كيف يلقى الصياد المجرم مصيره
بعد أن هزّ البلاد بذلك القتل البشع .
ولما أُحضر الصياد عند المشنقة قيل له : أوص وصيتك الأخيرة .
فقال: ليعلم هؤلاء الجمع .. إني لست قاتل هذا المقتول وإني أجبرت على الاعتراف تحت وطأة التعذيب
لكن أنا قاتل إنسان آخر قبل سنوات .. وقد ابتلاني الله بهذه العقوبة جزاءاً على ذلك القتل.. لا هذا القتل الذي أعدم لأجله.
وأنصت الجميع إلى كلام الشيخ الصياد ليقول :
كنت أنا في زمان شبابي ملاحاً أعبّر الناس من طرف البحر إلى طرفه الآخر.
وفي ظهيرة يومٍ شديد الحرّ وقد توقف المرور كلياً جاءتني امرأة ومعها طفلان أحدهما رضيع والآخر يزحف
وركبوا في السفينة ليعبروا البحر .. وكانت المرأة بارعة الجمال .
فوسوسني الشيطان .. وفي وسط البحر حيث لا يراني أحد ممن في البحر غلبتني الشهوة
وطلبت منها الفاحشة لكن المرأة كانت شريفة فأبت وكلما أغريتها لم ترضخ .
وأخيراً هددتها بأنها إن لم ترضخ ألقيت ولدها في البحر.. لكنها أصرت على الإمتناع
فأخذت ولدها الصغير وألقيته في البحر وهي تبكي وتولول ..
لكن الشيطان كان قد أصمّني عن نداء العقل والعاطفة .
غرق الولد .. لكن الشهوة أخذت تشتعل فهددتها مرة ثانية بأنها إن لم تستجب ألقيت ولدها الثاني في البحر.
لكنها لم تستجب .. فاجتذبت ولدها الرضيع عن حضنها وألقيته في البحر وهي تبكي وتستغيث ولكن بدون جدوى.
ثم غلبني الشيطان .. وعلوت المرأة بكل شراسة وفعلت معها الفاحشة..
وبعد أن أتممت الأمر فكرت أن لو أوصلتها إلى اليابسة .. فإنها سوف تخبر أقربائها وأخيراً ستطاردني العدالة
ولذا فكرت في التخلص منها.. فأخذتها وألقيتها في البحر حتى غرقت .
وسمعت بعد ذلك ـ من الناس ـ إن امرأة وطفليها قد فقدوا ولم يعثر لهم على أثر وكنت أعلم في نفسي إني صاحب الجريمة.
قال الصياد: والآن يمرّ على القصة المذكورة ثلاثون سنة … وإني أعلم أن هذا الإتهام انتقام لتلك القصة .
وقد نقلت قصتي، لأمرين:
الأول: لأنه كان يؤنبني ضميري طيلة هذه المدة وحين أنقل الآن القصة فقد أديت أمانة الضمير.
والثاني: إن من يظن أنه يتمكن أن يرتكب جريمة ثم يهرب من وجه العدالة.. فليعلم أن ظنّه خطأ وان الله له لبلمرصاد.
ولما نقل الصياد قصته.. أخبرت الشرطة الموكّلون بشنقه المدير ..
وأخبر المدير ـ بدوره ـ الوزير .. فأمر الوزير بتأخير الشنق حتى يحقق عن القصة
فراجعوا ملفات الوزارة لما قبل ثلاثين سنة وإذا بهم يجدون ملف المرأة وطفليها الضائعين
الذين لم يعثر لهم على أثر وتبين صدق القضية التي نقلها الصياد.
ثم أُلقي حبل المشنقة على عنق الصياد المجرم بين تصفيقات الجماهير ولقي بعض جزائه في الدنيا .
وهكذا ينتقم الله سبحانه من المعتدي ولو بعد حين .. فلا يظن الظالم أنه يتمكن أن يفلت من يد العقاب والفضيحة.
في أحد البلاد الإسلامية وجد قتيل لم يعرف قاتله وحيث إن القتل كان فظيعاً ضغط وزير الداخلية على
المدير العام للتحريات الجنائية أن يجد القاتل بكل صورة، وأعمل المدير كل أجهزته الأمنية لمعرفة القاتل،
ولكن القاتل ظلّ مجهولاً، ومضت مدة طويلة بدون الحصول على أي شيء؟
حتى ظنّ الوزير أن المدير العام شريك في الجريمة، فأصدر إليه أمره أنه لابد من تشخيص ومعرفة القاتل
خلال ثمانية وأربعين ساعة، وإلاّ يتهم الوزير نفس المدير بأنه شريك في الجناية.
فارتبك المدير وضغط على الأجهزة للعثور على القاتل، ومضت سبع وأربعون ساعة بدون جدوى.
وإذا بذهنية المدير تتفتق عن حيلة ..فأصدر أمره إلى معاونه أن يخرج من الدائرة ويلقي القبض على أول إنسان يراه
مهما كان ويأخذ منه الاعتراف بكل وسيلة بأنه هو القاتل .
وخرج المعاون وألقى القبض على صياد سمك طاعن في السن وأحضره عند المدير.
قال له المدير: أنت قتلت فلان؟.
قال الصياد: لا أعرف فلاناً حتى أكون قاتله.
قال المدير: نعم، هناك أدلة وشواهد تدل على أنك القاتل .
قال الصياد: أنا رجل فقير مسكين أصطاد السمك لقوت عائلتي وعندما ألقيتم القبض عليّ كنت
متوجهاً إلى البحر لصيد السمك .
فأمر المدير معاونه بأن يضربه حتى يعترف .. وتحت وطأة التعذيب اعترف الصياد بالجريمة .
فخبر المدير الوزير بأنه وجد القاتل .
فأسرع الوزير وأصدر الحكم عليه بالإعدام فوراً .. وتجمهر الناس ليروا كيف يلقى الصياد المجرم مصيره
بعد أن هزّ البلاد بذلك القتل البشع .
ولما أُحضر الصياد عند المشنقة قيل له : أوص وصيتك الأخيرة .
فقال: ليعلم هؤلاء الجمع .. إني لست قاتل هذا المقتول وإني أجبرت على الاعتراف تحت وطأة التعذيب
لكن أنا قاتل إنسان آخر قبل سنوات .. وقد ابتلاني الله بهذه العقوبة جزاءاً على ذلك القتل.. لا هذا القتل الذي أعدم لأجله.
وأنصت الجميع إلى كلام الشيخ الصياد ليقول :
كنت أنا في زمان شبابي ملاحاً أعبّر الناس من طرف البحر إلى طرفه الآخر.
وفي ظهيرة يومٍ شديد الحرّ وقد توقف المرور كلياً جاءتني امرأة ومعها طفلان أحدهما رضيع والآخر يزحف
وركبوا في السفينة ليعبروا البحر .. وكانت المرأة بارعة الجمال .
فوسوسني الشيطان .. وفي وسط البحر حيث لا يراني أحد ممن في البحر غلبتني الشهوة
وطلبت منها الفاحشة لكن المرأة كانت شريفة فأبت وكلما أغريتها لم ترضخ .
وأخيراً هددتها بأنها إن لم ترضخ ألقيت ولدها في البحر.. لكنها أصرت على الإمتناع
فأخذت ولدها الصغير وألقيته في البحر وهي تبكي وتولول ..
لكن الشيطان كان قد أصمّني عن نداء العقل والعاطفة .
غرق الولد .. لكن الشهوة أخذت تشتعل فهددتها مرة ثانية بأنها إن لم تستجب ألقيت ولدها الثاني في البحر.
لكنها لم تستجب .. فاجتذبت ولدها الرضيع عن حضنها وألقيته في البحر وهي تبكي وتستغيث ولكن بدون جدوى.
ثم غلبني الشيطان .. وعلوت المرأة بكل شراسة وفعلت معها الفاحشة..
وبعد أن أتممت الأمر فكرت أن لو أوصلتها إلى اليابسة .. فإنها سوف تخبر أقربائها وأخيراً ستطاردني العدالة
ولذا فكرت في التخلص منها.. فأخذتها وألقيتها في البحر حتى غرقت .
وسمعت بعد ذلك ـ من الناس ـ إن امرأة وطفليها قد فقدوا ولم يعثر لهم على أثر وكنت أعلم في نفسي إني صاحب الجريمة.
قال الصياد: والآن يمرّ على القصة المذكورة ثلاثون سنة … وإني أعلم أن هذا الإتهام انتقام لتلك القصة .
وقد نقلت قصتي، لأمرين:
الأول: لأنه كان يؤنبني ضميري طيلة هذه المدة وحين أنقل الآن القصة فقد أديت أمانة الضمير.
والثاني: إن من يظن أنه يتمكن أن يرتكب جريمة ثم يهرب من وجه العدالة.. فليعلم أن ظنّه خطأ وان الله له لبلمرصاد.
ولما نقل الصياد قصته.. أخبرت الشرطة الموكّلون بشنقه المدير ..
وأخبر المدير ـ بدوره ـ الوزير .. فأمر الوزير بتأخير الشنق حتى يحقق عن القصة
فراجعوا ملفات الوزارة لما قبل ثلاثين سنة وإذا بهم يجدون ملف المرأة وطفليها الضائعين
الذين لم يعثر لهم على أثر وتبين صدق القضية التي نقلها الصياد.
ثم أُلقي حبل المشنقة على عنق الصياد المجرم بين تصفيقات الجماهير ولقي بعض جزائه في الدنيا .
وهكذا ينتقم الله سبحانه من المعتدي ولو بعد حين .. فلا يظن الظالم أنه يتمكن أن يفلت من يد العقاب والفضيحة.