أم حمد
16-10-2015, 12:31 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد كان رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم،أرحم الناس وأرقَّهم،يحب الخير لهم،ويحرص على سعادتهم ونجاتهم،
يقول الله عز وجل( لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ) التوبة،
وكان يحب أمته كثيراً،يحمل هَمَّ نجاتها يوم القيامة ، ويرجو أن يكرمها الله سبحانه وتعالى بجنته،حتى كان يبكي من شدة خوفه عليهم ورحمته بهم،
عن عبد اللَه بن عمرو بن العاص رضي الله عنه(أن النبي صلى اللَه عليه وسلم،تلا قول اللَه عز وجل في إبراهيم(رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنْ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي )
وقال عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام( إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )
فَرفَع يديه وقَال،اللَّهُمَّ أُمَّتِي أُمَّتِي،وبكى،فَقَال اللَه عز وجل،يا جِبريل،اذهب إلى محمد،وربك أعلم،فسله ما يبكيك،فأتاه جبريل عليه السلام فسأله فأخبره رسول اللَه صلى اللَه عليه وسلم بما قال، وهو أعلم،فقال اللَه،يا جبريل اذهب إلى محمد فقل(إنا سنرضيك في أمتك ولا نسُوءك)رواه مسلم ،
يقول النووي رحمه الله في،شرح مسلم،هذا الحديث مشتمل على أنواع من الفوائد منها،
أولاً، بيان كمال شفقة النبي صلى الله عليه وسلم،على أمته،واعتنائه بمصالحهم،واهتمامه بأمرهم،ومنها البشارة العظيمة لهذه الأمة ،زادها الله تعالى شرفاً،بما وعدها الله تعالى بقوله (سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك )وهذا من أرجى الأحاديث لهذه الأمة،
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم،يدعو لجميع أمته،ويستغيث الله تعالى أن يجعلها أمةً مكرَّمةً مرحومة،حتى استجاب اللَّه له فجعل شطر أهل الجنة من أمته،أو يزيد،ورزقهم شفاعته يوم القيامة،
ثانياً، من رحمته صلى الله عليه وسلم،وحبه لأمته أنه خص من آمن به واتبعه،عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(طُوبى لمن آمن بي ورآني مرة،وطُوبى لمن آمن بي ولم يرني سبع مرارٍ )رواه أحمد، وصححه الألباني ،
يقول النووي رحمه الله في،شرح مسلم،معنى طوبى،فقوله تعالى( طوبى لهم وحسن مآب )عن ابن عباس رضى الله عنهما أن معناه،فرح وقرة عين،وغبطةٌ وحسنى لهم،
وقال إبراهيم،أصابوا خير لهم وكرامة،وقيل،الجنة،
ثم بشر صلى الله عليه وسلم،المؤمنين بعده ممن لم يره بأنه ينتظرهم عند الحوض الشريف،
عن أبي هريرةَ رضي الله عنه أن رسول اللَه صلى اللَه عليه وسلم خرج إلى المقبرة فقَال(السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء اللَه بكم لاحقون،وددت أني قد رأيت إخواننا،قالوا،يا رسول الله، ألسنا إخوانك،قَال،بل أنتم أصحابي،وإخواني الذينَ لم يأتوا بعد،وأنا فرطهم على الحوض،قالوا،يا رسول اللَه،كيف تعرف من يأتي بعدك من أمتك،قَال،أرأيت لو كان لرجل خيل غر محجلة في خيل بهمٍ دهم ألا يعرف خيله،قالوا،بلى،قَال،فإنهم يأتون يوم القيامة غراً محجلين من الوضوء،وأنا فرطهم على الحوض )( أنا فرطهم )أي أنا أتقدمهم على الحوض،( دهم ) سود،
شرح النووي،رواه مسلم،والنسائي،
واستحباب رفع اليدين في الدعاء كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم،
ومنها بيان عظيم منزلة النبي صلى الله عليه وسلم،عند الله تعالى،
الحكمة في إرسال جبريل عليه السلام لسؤاله صلى الله عليه وسلم،إظهار شرف النبي صلى الله عليه وسلم،وأنه بالمحل الأعلى عند ربه جل وعلا،فيُسترضى ويكرم بما يرضيه ويكون ذلك بشهادة الملأ الأعلى إذ يبلغه بذلك جبريل عليه السلام،
وهذا الحديث موافق لقول الله عز وجل(ولسوف يعطيك ربك فترضى)
فمن أراد أن يحصل هذه الفضائل فعليه أن يلتزم هدي النبي صلى الله عليه وسلم،وأن يتمسك بسنته،حتى يفوز بصحبته في الجنة،
فصلى الله وسلم على نبينا محمد كم تدمع العين حين التأمل في هذا الحديث ,يبكي صلى الله عليه وسلم،أعظم رجل في البشرية لأجل امته, ما أشفقه وما أرحمه صلى الله عليه وسلم،نرجو الله ان نكون ممن يشفع فيهم،
وإذا كان قدر نبينا عند الله تعالى ظاهرمن خلال إرسال جبريل عليه السلام إليه،مع أن الله جل وعلا أعلم بسبب بكائه، ولكن الله تعالى أراد إظهار شرف قدره في الملأ الأعلى،
الله جل وعلا سيرضيه في أمته,فهل أمته سترضيه وترفع رأسه وتفرحه،
نسأل الله جل وعلا ان يقرّأعيننا بنصرة كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وأن يرفع راية دينه ويعيد العزة للمسلمين وأن يجعلنا منهم وأن لا يسلبنا الإسلام بعد إذ وهبنا إياه إنه كان بنا رحيما،
واجعلنا يا رب من المتبعين لشريعته المتمسكين بهديه وسنته ,واحشرنا في زمرةالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد كان رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم،أرحم الناس وأرقَّهم،يحب الخير لهم،ويحرص على سعادتهم ونجاتهم،
يقول الله عز وجل( لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ) التوبة،
وكان يحب أمته كثيراً،يحمل هَمَّ نجاتها يوم القيامة ، ويرجو أن يكرمها الله سبحانه وتعالى بجنته،حتى كان يبكي من شدة خوفه عليهم ورحمته بهم،
عن عبد اللَه بن عمرو بن العاص رضي الله عنه(أن النبي صلى اللَه عليه وسلم،تلا قول اللَه عز وجل في إبراهيم(رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنْ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي )
وقال عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام( إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )
فَرفَع يديه وقَال،اللَّهُمَّ أُمَّتِي أُمَّتِي،وبكى،فَقَال اللَه عز وجل،يا جِبريل،اذهب إلى محمد،وربك أعلم،فسله ما يبكيك،فأتاه جبريل عليه السلام فسأله فأخبره رسول اللَه صلى اللَه عليه وسلم بما قال، وهو أعلم،فقال اللَه،يا جبريل اذهب إلى محمد فقل(إنا سنرضيك في أمتك ولا نسُوءك)رواه مسلم ،
يقول النووي رحمه الله في،شرح مسلم،هذا الحديث مشتمل على أنواع من الفوائد منها،
أولاً، بيان كمال شفقة النبي صلى الله عليه وسلم،على أمته،واعتنائه بمصالحهم،واهتمامه بأمرهم،ومنها البشارة العظيمة لهذه الأمة ،زادها الله تعالى شرفاً،بما وعدها الله تعالى بقوله (سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك )وهذا من أرجى الأحاديث لهذه الأمة،
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم،يدعو لجميع أمته،ويستغيث الله تعالى أن يجعلها أمةً مكرَّمةً مرحومة،حتى استجاب اللَّه له فجعل شطر أهل الجنة من أمته،أو يزيد،ورزقهم شفاعته يوم القيامة،
ثانياً، من رحمته صلى الله عليه وسلم،وحبه لأمته أنه خص من آمن به واتبعه،عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(طُوبى لمن آمن بي ورآني مرة،وطُوبى لمن آمن بي ولم يرني سبع مرارٍ )رواه أحمد، وصححه الألباني ،
يقول النووي رحمه الله في،شرح مسلم،معنى طوبى،فقوله تعالى( طوبى لهم وحسن مآب )عن ابن عباس رضى الله عنهما أن معناه،فرح وقرة عين،وغبطةٌ وحسنى لهم،
وقال إبراهيم،أصابوا خير لهم وكرامة،وقيل،الجنة،
ثم بشر صلى الله عليه وسلم،المؤمنين بعده ممن لم يره بأنه ينتظرهم عند الحوض الشريف،
عن أبي هريرةَ رضي الله عنه أن رسول اللَه صلى اللَه عليه وسلم خرج إلى المقبرة فقَال(السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء اللَه بكم لاحقون،وددت أني قد رأيت إخواننا،قالوا،يا رسول الله، ألسنا إخوانك،قَال،بل أنتم أصحابي،وإخواني الذينَ لم يأتوا بعد،وأنا فرطهم على الحوض،قالوا،يا رسول اللَه،كيف تعرف من يأتي بعدك من أمتك،قَال،أرأيت لو كان لرجل خيل غر محجلة في خيل بهمٍ دهم ألا يعرف خيله،قالوا،بلى،قَال،فإنهم يأتون يوم القيامة غراً محجلين من الوضوء،وأنا فرطهم على الحوض )( أنا فرطهم )أي أنا أتقدمهم على الحوض،( دهم ) سود،
شرح النووي،رواه مسلم،والنسائي،
واستحباب رفع اليدين في الدعاء كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم،
ومنها بيان عظيم منزلة النبي صلى الله عليه وسلم،عند الله تعالى،
الحكمة في إرسال جبريل عليه السلام لسؤاله صلى الله عليه وسلم،إظهار شرف النبي صلى الله عليه وسلم،وأنه بالمحل الأعلى عند ربه جل وعلا،فيُسترضى ويكرم بما يرضيه ويكون ذلك بشهادة الملأ الأعلى إذ يبلغه بذلك جبريل عليه السلام،
وهذا الحديث موافق لقول الله عز وجل(ولسوف يعطيك ربك فترضى)
فمن أراد أن يحصل هذه الفضائل فعليه أن يلتزم هدي النبي صلى الله عليه وسلم،وأن يتمسك بسنته،حتى يفوز بصحبته في الجنة،
فصلى الله وسلم على نبينا محمد كم تدمع العين حين التأمل في هذا الحديث ,يبكي صلى الله عليه وسلم،أعظم رجل في البشرية لأجل امته, ما أشفقه وما أرحمه صلى الله عليه وسلم،نرجو الله ان نكون ممن يشفع فيهم،
وإذا كان قدر نبينا عند الله تعالى ظاهرمن خلال إرسال جبريل عليه السلام إليه،مع أن الله جل وعلا أعلم بسبب بكائه، ولكن الله تعالى أراد إظهار شرف قدره في الملأ الأعلى،
الله جل وعلا سيرضيه في أمته,فهل أمته سترضيه وترفع رأسه وتفرحه،
نسأل الله جل وعلا ان يقرّأعيننا بنصرة كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وأن يرفع راية دينه ويعيد العزة للمسلمين وأن يجعلنا منهم وأن لا يسلبنا الإسلام بعد إذ وهبنا إياه إنه كان بنا رحيما،
واجعلنا يا رب من المتبعين لشريعته المتمسكين بهديه وسنته ,واحشرنا في زمرةالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.