المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : واقع التماسيح والتسالي ومايربط بينهما ..


ريح المسك
10-08-2015, 01:21 AM
وبما أننا نمر بمرحلة حرجة وشد وجذب في منتدانا الغالي ما بين التماسيح والسحالي ، قررت كتابة هذه الرواية الخيالية التي تجسد تاريخ التماسيح والسحالي، كيف نشأت، وكيف تطورت، وما آلت إليه .. علماً أن هذه الرواية من واقع خيالي فحسب، وكتبتها للمنتدى خصيصاً، وذلك للمزاح فحسب، فأرجو أن لا يتضايق منها أحد وهي من باب التسلية قد تشخص بعض الحالات النادرة التي تحصل .



كان يا ما كان في قديم الزمان، غابة سعيدة اسمها غابة "التماسيح والسحالي"، وسميت بذلك لأن الطرفين يمثلان معظم قاطني الغابة.



في صباحٍ مشرقٍ غائمٍ جميل، على تلةٍ خضراء غطتها زهور الياسمين، واقعةٌ على ضفاف نهرٍ جار، كانت تلك السحلية الجميلة الرشيقة الأنيقة مستلقية، تستنشق عطر الياسمين في حين كانت راحلة بعالمِ خيالها وهي تتأمل بكتل السحب البيضاء السابحة في السماء .. ومن بين أشجار الصنوبر العملاقة وراء التلة، ظهر تمساح ضخم مفتول العضلات، يمشي بخطوات القط، حتى لا تشعر به السحلية، وما أن أقترب منها دون أن تشعر به الأخيرة، إلا وأغلق بكفيه عينيها .. تبسمت السحلية بينما راحت تستشعر تلك الكفين بكفيها، وكأنها عرفت من دفئهما لمن تكون، فقالت:
ــ تميسيح [تميسيح = تصغير تمساح واسم على غير مسمى] .. أخيراً جيت .. لي أربع طعش ساعة قاعده أحتريك هنا.



التمساح بابتسامته الضخمة علق ساخراً:
ــ هذا أنتِ .. ما عمر تمساح عطاكِ وجه غيري.



ضحكت وهي تجيب قائلة:
ــ ما عمر تمساح عطاني وجه .. وإلا أنت اللي جاهل في الحب.




تظاهر بالغضب وهو يرد عليها:
ــ يا زينك ساكته .. وإلا ترى بوقس أسطحك في أدغال أفريقيا.




لم تتمالك السحلية نفسها فضحكت على مزاحه الذي لم تكن لتجاريه لسرعة أفكاره وقوة هجماته الساخرة .. فأجابته بابتسامة هادئة جامدة بعد أن أغرقت عينيها في عينيه لتمسك بنقطة ضعفه كما اعتادت بذكائها الحاد:
ــ أحبك تميسيح.




ورفع رأسه للسماء وتنهد بارتياح، وخارت قواه، وضمها لصدره وهو يقول بصوتٍ يملأه تأنيب الضمير لسخريته منها:
ــ طيب يا سحلولة [سحلولة = تدليع سحلية وهو اسم الحبيبة] قولي كذا من زمان .. لا تجلسين ترفعين ضغطي تقولين تأخرت ما تأخرت .. ترى التماسيح ما يحبون كثر الأسئلة .. خير إن شاء الله أنا جاي أقابل حبيبتي وإلا أقابل ضابط تحقيق .. ما لها داعي تخليني أهزئ فيك .. أنتِ كذا دايم تجيبين الكلام لنفسك.



وأردف قائلاً وابتسامته الضخمة تزداد شيئاً فشيئاً:
ــ قوليها مرة ثانية .. سمعيني .. أبغى استانس .. أبغى اليوم أحسن يوم.



وقالت بصوتٍ عذب، كله رقة ودفئ، ملئ الدنيا غناء:
ــ أحبك تميسيح .. أحبك تميسيح.



وأجابها بنفس النبرة:
ــ وأنا بعد أحبك يا سحلولتي .. يا أحلى سحلولة في الدنيا كلها.



وكانت لقصة الحب ما بين تميسيح وسحلولة دورها الإيجابي في الترابط القوي ما بين التماسيح والسحالي، فـ(تميسيح) ابن أمير التماسيح، وأقوى قاطني الغابة، ويقال عنه أنه لا يخوض عراكاً إلا إن رأى أمامه خمسين معاركاً يُريدون عراكه، ويُمثل (تميسيح) للتماسيح رمز الشجاعة والقوة .. في حين أن سحلوله ابنة أميرة السحالي، وآية من الجمال، بابتسامتها الناعمة، وعيونها الناعسة، وقوامها الممشوق، وتمثل للسحالي رمز الجمال والذكاء.



كانت الغابة جميلة بلوحاتها الربانية، الأشجار المعمرة، والأنهار الجارية، والشلالات المتدفقة، والتلال والسهول الخضراء، والجبل ذو القمة الجليدية المشرف على الغابة .. وزاد من جمالها قاطنيها الذين لا يعرف قاموسهم سوى جملة واحدة: "الحب أماننا".



أعتاد قاطني الغابة من تماسيح وسحالي وغيرها الالتقاء بمجلس ملك الغابة الأسد قبل مغيب الشمس بساعتين .. ليلعبوا لعبتهم المفضلة التي كان الملك الأسد حكماً فيها، لعبة "أهدي وردة عند الرقم (5) لمن تحب" .. كان الجميع من تماسيح وسحالي يقوم كل منهم حسب ترتيب الجلوس بالعد حتى الرقم (5)، ومن يبلغه هذا الرقم يختار من يُحب، وكان لكل تمساح سحلية، ولكل سحلية تمساح، وعلاقة حب تربطهما .. كان الجميع متلهفاً لمن سيأتي عليه الرقم (5) ليكتشفوا علاقة حب جديدة، أو تجديد العهد بالحب بين اثنين من التماسيح والسحالي.



ومرة من المرات وبينما الملك الأسد جالسٌ على عرشه، وعن يمينه أمير التماسيح، وعن يساره أميرة السحالي، أتى الرقم (5) على (سحلولة)، وكان عليها أن تهدي الوردة لمن تحب .. فتقدمت والعيون من حولها واثقة بأن الجواب هو (تميسيح) الذي كان يقف منتظراً بكل ثقة ولهفة تلك الكلمة التي يخور قواه لسماعها .. وقفت بعد أن تقدمت من الصف الذي تجلس فيه حسبما تقتضي قوانين اللعبة، وظلت جامدة الملامح، مغمضة العينين، يسكنها صمت رهيب، والعيون نحوها مشدودة، حتى أن (تميسيح) أصابته الربكة بأن تنطق اسم أحدٍ آخر قد يكون وقعه عليه كوقع السماء على رأسه .. ولحظات ولحظات من الصمت المطبق لا حفيف للرياح، ولا حراك لأوراق الشجر، ولا أحد ينبس بشيء، كأن الجميع في صورةٍ فوتوغرافية.



وبعد طول انتظار وبعد التقاط نفسٍ عميق قالت (سحلولة) بأعلى صوتها اسم حبيبها:
ــ تميسييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييح وبس.



وتنهد الجميع بارتياح لهذا الاختيار، وضحك الجميع على حال (تميسيح) الذي راح العرق يتصبب من أعلى رأسه بعد أن تأخرت (سحلولة) في نطق اسم لمن تكون الوردة.



و(تميسيح) و(سحلولة) أشهر عاشقان في الغابة، والجميع يرجو أن تدوم هذه المحبة بينهما، لأنهما يستحقان بعض، القوة والشجاعة من جانب (تميسيح) مع الجمال والذكاء من جانب (سحلولة) .. ومع إكمال اللعبة التقت عيني (تميسيح) و(سحلولة) ببعضهما، وكأن نظرات كلٌ منهما قد اخترقت أعماق الآخر، وكأن حال لسانها يقول: قد مللنا الانتظار .. والحلم آن الأوان ليغدو حقيقة.



وكان الملك الأسد حكيماً، يقرأ الأفكار، فاصطاد بعينيه الحادتين تلك النظرات المتبادلة ما بين (تميسيح) و(سحلولة)، فطلب من أمير التماسيح وأميرة السحالي أن يُنفذا الأمر الملكي منه بزواج (تميسيح) و(سحلولة)، ووافق الأميران .. وأُعلن البيان الملكي على الحضور، ودوت الصرخات، وتعالت التهنئات، وأُنشدت الأغنيات مع جمال الرقصات .. وبقرار الملك الأسد رُسمت الفرحة على كل الشفاه .. إلا ذلك المختبئ في ظلام الأشجار، صاحب الجسد الضخم، أمير الذئاب، الذي طرده الملك مع قومه الذئاب من الغابة لخروجهم عن النظام أكثر من ذي مرة .. كانت عينيه منصبة على (سحلولة) التي كان يعشقها ويُمني النفس بالزواج منها، لكنها لم تلتفت له يوماً حتى طُرد من الغابة التي حُرم عليه دخولها، فلم يعد يراها، لكنه ما زال طامعاً بأن تكون زوجةً له، وكاد أن يهمّ بالإنقضاض عليها، لكنه تمالك نفسه، بعد أن شعر أن مناله صعب، حيث أن المكان ممتلئ عن آخره بجنود الملك، ومن أهمهم (تميسيح) الذي لم يُعرف من بالأرض قادراً على هزيمته بقتالٍ منفرد .. لكن ذلك لم يمنع عقله من أن يفكر بطريقةٍ يتمكن بها من الحصول على (سحلولة) ولو حتى باختطافها.




ترقبوا اختطاف (سحلولة) وإعلان الحرب.


وتقبلوا خالص احترامي وتقديري.

سامي احمد
10-08-2015, 08:27 AM
ريح المسك

مبدع ورائع ورايق وتملك فكر يسنحق الاعجاب والمتابعه
وفي انتظاؤ البقيه على احر من الجمر
تقبل اجمل باقة ورد
ابو احمد

محمد الغنامي
10-08-2015, 09:09 AM
حلوه ياتميسيح ههههههههههههههه
ريح المسك
قصه حلوه فعلا يعطيك العافيه
مروري واعجابي لاهنت

النجلاء
10-08-2015, 09:14 AM
هههههههه قصه رائعه
مضمون وفكره هادفه وذو مغزى واقعي
يعطيك العافيه ياريح المسك
شاكره لك وجودك ومجهودك
تقديري لك
النجلاء

حمد اليامي
10-08-2015, 02:19 PM
يعطيك العافيه ياريح
قصه جميله
لاهنت يااخوي على الطرح
كنت هنا
دمت بخير