إحساس رايق
10-10-2011, 11:35 AM
الاستعداد للحج بالنفقة الطيبة والرفقة الصالحة
أخي الحاج:
تذكر أن حج بيت الله الحرام فرصة عظيمة لك لتطهير نفسك من رذائل الأخلاق ودنس الذنوب، وفرصة للتوبة مما قد وقعت فيه من معصية الله والتقصير في طاعته.
وكما علمنا أن تزكية النفس في هذا الموسم العظيم يحصل لك من جوانب عديدة، منها: جانب الاستعداد الحج، وهذا الجانب فيه ثلاث مسائل:
المسألة الأولى: الاستعداد بالعلم النافع.
والمسألة الثانية: الاستعداد بالنفقة الطيبة.
المسألة الثالثة: الاستعداد بالرفقة الصالحة.
وقد سبق الحديث في الحلقة السابقة عن تزكية النفس من خلال الاستعداد بالعلم النافع.
أما ما يتعلق بالمسألة الثانية وهي الاستعداد في بالنفقة الطيبة وأثرها في تزكية النفس في هذا الموسم العظيم، فاعلم أخي الحاج أنك مأمور بأكل الطيبات في جميع أحوالك كما في قوله - سبحانه وتعالى: {يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون}[1]، ولكن في الحج على الخصوص يكون الأمر آكد ، لأن الأكل الحلال سبب لتقبل الدعاء والعبادة ، وكم هي خسارة النفس عندما لا يقبل الحج بسبب النفقة الحرام، وربما تكون هذا الحجة هي الحجة الوحيدة في العمر.
ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أيها الناس؛ إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم}، وقال: {يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم}، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء، يا رب! يا رب! ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك))[2].
فأنت في حجك تدعو كثيراً بقبول عملك، وصلاح نفسك، وغفران ذنوبك، وغير ذلك من خيري الدنيا والآخرة، فكيف ترجو تحقيق ذلك وأنت لم تطب نفقتك.
ولكن - أخي الحاج - ماذا تعني النفقة الطيبة لحجك؟
إنها الكسب الحلال، فإن كنت موظفاً فإن إخلاصك في عملك، وأمانتك فيما وليت عليه، ونصحك فيه، سبب في كسبك للأجر الحلال على هذا العمل أو الوظيفة، وبالتالي فإن نفقة حجك من هذا الجانب هي نفقة طيبة إن شاء الله تعالى.
وإن كنت - أخي الحاج - تاجراًن فإن نصحك في تجارتك، وصدقك في معاملتك، وبعدك عن الغش والخديعة والاحتيال، سبب في كسبك الطيب، فإن كانت نفقة حجك منه فهي نفقة طيبة إن شاء الله تعالى. وهكذا الحال مهما كانت طبيعة عملك ونوع كسبك.
أخي الحاج:
ليس الحرص على الكسب الحلال هو من أجل النفقة للحج فحسب، لا، بل ليكون حجك هذا سبباً في زكاة نفسك في هذا الجانب، فتراجع نفسك وتقوم عملك وكسبك، ليكون مطعمك ومشربك وملبسك طول عمرك حلالاً، وكم من الخير تجنيه بهذا، فيكون الحج سبباً لزكاة نفسك وفلاحها.
أما المسألة الثالثة: وهي الاستعداد للحج بالرفقة الصالحة، هي أيضاً من أسباب زكاة النفوس في هذا الموسم العظيم.
وإن كنت - أخي المسلم - محتاج للرفيق الصالح في جميع أحوالك، فأنت في الحج أحوج لهذا الرفيق، لأنه معين لك على أداء نسكك على شرع الله وهدي رسوله - صلى الله عليه وسلم. وتأمل توجيه روسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الرفيق الصالح، كما ورد في (صحيح البخاري) من حديث أَبِي مُوسَى رَضِي اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ، كَحَامِلِ الْمِسْكِ، وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً))[3].
ولكن - أخي الحاج، أي رفيق تختار في رحلة نسكك، إنه رفيق مجالسته شفاء، وموعظته دواء، تنتفع برؤيته قبل روايته، حزنه في قلبه وبشره في وجهه، رفيق خيره بادر وشره مضمحل، قليل الكلام، كثير العمل.
رفيق ليس عياباً ولا سباباً، ولا غياباً ولا مرتاباً، إذا ذُكر بالله ذكر، وإذا أعطي شكر، وإذا أبتلي صبر ... رفيق متسلح بالعلم والأدب، إن نطق فبذكر، وإن سكت فبكر، وثيق الصلة بالله عقيدة وسلوكاً، تعلماً وتعليماً.
رفيق معين على الخير مبعد عن الشر، إن رأى منك حسنة عدها، وإن رأى ثغرة سدها، إن جهلت علَّمَك، وإن غفلت ذَكَّرَك، وإن كسلت أعانَكَ.
أخي:
كم تزكو نفسك في هذا الموسم العظيم ، بصحبة هذا النوع من الرفقاء ، وهل زكاة النفوس إلا بنهيها، عن الباطل وإعانتها على الخير، وتزويدها بالعلم النافع والعمل الصالح، وكل هذه الأمور أخي الحاج تجنيها بصحبة مثل هذا الرفيق.
منقول
أخي الحاج:
تذكر أن حج بيت الله الحرام فرصة عظيمة لك لتطهير نفسك من رذائل الأخلاق ودنس الذنوب، وفرصة للتوبة مما قد وقعت فيه من معصية الله والتقصير في طاعته.
وكما علمنا أن تزكية النفس في هذا الموسم العظيم يحصل لك من جوانب عديدة، منها: جانب الاستعداد الحج، وهذا الجانب فيه ثلاث مسائل:
المسألة الأولى: الاستعداد بالعلم النافع.
والمسألة الثانية: الاستعداد بالنفقة الطيبة.
المسألة الثالثة: الاستعداد بالرفقة الصالحة.
وقد سبق الحديث في الحلقة السابقة عن تزكية النفس من خلال الاستعداد بالعلم النافع.
أما ما يتعلق بالمسألة الثانية وهي الاستعداد في بالنفقة الطيبة وأثرها في تزكية النفس في هذا الموسم العظيم، فاعلم أخي الحاج أنك مأمور بأكل الطيبات في جميع أحوالك كما في قوله - سبحانه وتعالى: {يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون}[1]، ولكن في الحج على الخصوص يكون الأمر آكد ، لأن الأكل الحلال سبب لتقبل الدعاء والعبادة ، وكم هي خسارة النفس عندما لا يقبل الحج بسبب النفقة الحرام، وربما تكون هذا الحجة هي الحجة الوحيدة في العمر.
ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أيها الناس؛ إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم}، وقال: {يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم}، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء، يا رب! يا رب! ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك))[2].
فأنت في حجك تدعو كثيراً بقبول عملك، وصلاح نفسك، وغفران ذنوبك، وغير ذلك من خيري الدنيا والآخرة، فكيف ترجو تحقيق ذلك وأنت لم تطب نفقتك.
ولكن - أخي الحاج - ماذا تعني النفقة الطيبة لحجك؟
إنها الكسب الحلال، فإن كنت موظفاً فإن إخلاصك في عملك، وأمانتك فيما وليت عليه، ونصحك فيه، سبب في كسبك للأجر الحلال على هذا العمل أو الوظيفة، وبالتالي فإن نفقة حجك من هذا الجانب هي نفقة طيبة إن شاء الله تعالى.
وإن كنت - أخي الحاج - تاجراًن فإن نصحك في تجارتك، وصدقك في معاملتك، وبعدك عن الغش والخديعة والاحتيال، سبب في كسبك الطيب، فإن كانت نفقة حجك منه فهي نفقة طيبة إن شاء الله تعالى. وهكذا الحال مهما كانت طبيعة عملك ونوع كسبك.
أخي الحاج:
ليس الحرص على الكسب الحلال هو من أجل النفقة للحج فحسب، لا، بل ليكون حجك هذا سبباً في زكاة نفسك في هذا الجانب، فتراجع نفسك وتقوم عملك وكسبك، ليكون مطعمك ومشربك وملبسك طول عمرك حلالاً، وكم من الخير تجنيه بهذا، فيكون الحج سبباً لزكاة نفسك وفلاحها.
أما المسألة الثالثة: وهي الاستعداد للحج بالرفقة الصالحة، هي أيضاً من أسباب زكاة النفوس في هذا الموسم العظيم.
وإن كنت - أخي المسلم - محتاج للرفيق الصالح في جميع أحوالك، فأنت في الحج أحوج لهذا الرفيق، لأنه معين لك على أداء نسكك على شرع الله وهدي رسوله - صلى الله عليه وسلم. وتأمل توجيه روسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الرفيق الصالح، كما ورد في (صحيح البخاري) من حديث أَبِي مُوسَى رَضِي اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ، كَحَامِلِ الْمِسْكِ، وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً))[3].
ولكن - أخي الحاج، أي رفيق تختار في رحلة نسكك، إنه رفيق مجالسته شفاء، وموعظته دواء، تنتفع برؤيته قبل روايته، حزنه في قلبه وبشره في وجهه، رفيق خيره بادر وشره مضمحل، قليل الكلام، كثير العمل.
رفيق ليس عياباً ولا سباباً، ولا غياباً ولا مرتاباً، إذا ذُكر بالله ذكر، وإذا أعطي شكر، وإذا أبتلي صبر ... رفيق متسلح بالعلم والأدب، إن نطق فبذكر، وإن سكت فبكر، وثيق الصلة بالله عقيدة وسلوكاً، تعلماً وتعليماً.
رفيق معين على الخير مبعد عن الشر، إن رأى منك حسنة عدها، وإن رأى ثغرة سدها، إن جهلت علَّمَك، وإن غفلت ذَكَّرَك، وإن كسلت أعانَكَ.
أخي:
كم تزكو نفسك في هذا الموسم العظيم ، بصحبة هذا النوع من الرفقاء ، وهل زكاة النفوس إلا بنهيها، عن الباطل وإعانتها على الخير، وتزويدها بالعلم النافع والعمل الصالح، وكل هذه الأمور أخي الحاج تجنيها بصحبة مثل هذا الرفيق.
منقول