شبكة رواسي نجد الأدبية - انتبه،عليك أربعة شهود

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

انتبه،عليك أربعة شهود يراقبونك في أي مكان وفي أي زمان فأين تذهب،يشهدون على أفعالك ويراقبون جميع تحركاتك فاحذر،
فأما الشاهد الأول،فهو هذه الأرض التي نمشي عليها ونأكل عليها وننام عليها ونطيع الله عليها،ومنا من يعصي الله عليها،
هذه الأرض لها يوم ستتحدث فيه وتتكلم فيه بما عملت عليها، وسوف يأتي اليوم الذي تفضحك فيه وتكشف أسرارك،

يقول الله تعالى(إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا،وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا،وَقَالَ الإِنسَانُ مَا لَهَا،يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا)الزلزلة،

فيا ترى هل تذكر ذلك الشاب الذي يتجول بسيارته للذهاب إلى أمكان النساء لكي ينظر إليهن،هل تذكر شهادة الأرض عليه،
وهل تذكر ذلك الذي يسافر لتلك البلاد لكي يعصي الله عليها،

هل تذكر أن الأرض سوف تفضحه وتخبر عن سيئاته وآثامه،

إن الناس لم ينتبهوا لجريمتك ولم يشهدوا عليك،ولكن الأرض التي فعلت تلك المعصية عليها سوف تشهد عليك،إنك لو علمت أن الملائكة قد كتبوا عليك تلك المعصية لما فعلت تلك المعصية،
وهناك شاب آخر قد أخذ سماعة الهاتف ليعاكس الفتيات يا ترى هل علم بأن الملائكة الكاتبين قد سجلوا عليه سوء عمله،

وتلك الفتاة التي سمعت الأذان ولكنها تساهلت في أداء الصلاة حتى خرج وقتها ولم تصل تلك الصلاة،لأنها انشغلت بالمكالمة الهاتفية أو لعلها كانت تشاهد الأفلام والقنوات،أن تلك الفتاة غافلة عن شهادة الملائكة وأنهم يكتبون عليها أعمالها،
ويا ترى تلك الفتاة التي تتجول في الأسواق وتبرز جمالها ولباسها وتريد من الناس إن ينظروا لها، يا ترى هل شعرت أن تلك الأرض سوف تخبر عنها وتكشف عن سيئاتها في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة،
هل علمت تلك المرأة التي تركب مع السائق بلا محرم أن الأرض سوف تفضحها يوم العرض على الله،وهل تذكرت تلك المرأة التي تسافر بلا محرم أن الأرض سوف تكشف أسرارها يوم الوقوف بين يدي الله تعالى،
وأما الشاهد الثاني،فهم الملائكة الذين يكتبون علينا أعمالنا ويسجلون علينا سيئاتنا وحسناتنا،قال تعالى(وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ، كِرَامًاكَاتِبِينَ،يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ )الانفطار،

ولأولئك المفسدين من الكتاب المنافقين،إن ما تقولونه وتكتبونه سترونه في كتابكم يوم القيـامة،لأن الملائـكة الكاتبين قدكتبوا أقوالكم وأعمالكم، قال تعالى( أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ )الزخرف،

وعندما تموت سيطوى كتابك ولكنك سوف تلتقي معه عندما تخرج من قبرك، وسوف تعطى هذا الكتاب الذي كتبته عليك الملائكة في الدنيا،
وسوف يأمرك الله جـل وعلا بأن تقرأه عندما تقف بين يديه قال تعالى(وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا،اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا )الإسراء،

إنها لحظة عجيبة،وساعة حرجة عندما يقف العبد حافياً عارياً أمام الجبار جل جلاله، ومع العبد كتاب،وهذا الكتاب هو ديوان الحسنات والسيئات،

فما هو شعورك يا من كان ليلة في السهر على القنوات ونهاره في النوم عن الصلوات،ما حالك عندما ترى سيئاتك في ذلك الكتاب،
بل تؤمر بقراءته،فماذا ستقرأ وماذا ستجد،ماذا تقرأ يامن أغضبت الله ولم تتبع سنة حبيبه محمد عليه الصلاة والسلام،

ماذا ستقرأ يا من عق والديه،ويا من أهمل تربية أبنائه، ماذا ستقرأ يا آكل الربا،
قال تعالى( يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ )النبأ،
وتلك الفتاة التي غفلت عن ربها وأعرضت عن طاعة مولاها،ماذا ستجدين في ذلك الكتاب الذي(لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّاأَحْصَاهَا )الكهف،

الأمر خطير،فمتى ستحذرين،
قال تعالى(وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا)الكهف،
وأما الشاهد الثالث،

فهي الجوارح التي هي من نعم الله علينا،

اليدان، والقدمان، واللسان، والعينان، والأذنان، بل وسائر الجلود،

ستأتي يوم القيامة لتشهد عليك،وإن الأمر يزداد حرجاً وشدة عندما تنطق سائر الجلود قال تعالى(
حَتَّىٰ إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)

وبعد ذلك يخاطب المرء جوارحه،وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا

( قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ )

والشاهد الرابع،إنه الواحد الأحد رب الشهود، إنه الواحد المعبود،

( أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ )الذي يراك أينما كنت ويعلم بحالك (إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ)

فهي الجوارح التي هي من نعم الله علينا،اليدان والقدمان واللسان والعينان والأذنان بل وسائر الجلود، ستأتي يوم القيامة لتشهد عليك،

إنه مشهد لا مثيل له،يقف العبد أمام ربه ويبدأ الحساب ثم تبدأ الجوارح لتكشف الأسرار ولتخبر بالفضائح والجرائم التي فعلتها ( الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ )يس،
وبعد ذلك ماذا يجري(وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ،وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ )يس،

فسبحان العليم بعباده(وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ )الحديد،
فسبحان الذي لا تخفى عليه خافيه(وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ)الأحزاب ، فسبحان من يعلم ما في الصدور.
والله إن من أكبر أسباب ضعفنا وتقصيرنا هو،الغفلة عن مراقبة الله تعالى،فلو أن العبد الذي يخلو بذنوبه ويبتعد عن الناس لكي لا يروه، لو يعلم ذلك العبد بعلم الله به ورؤيته له لما فعل تلك الفعلة السيئة،ولكنه غفل عن الله، فتمادى في الشهوات(أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى )العلق،
وذلك الشاب الذي يعاكس الفتيات لو تذكر وهو في حديثه مع تلك الفتاة لو تذكر هذه الآية( وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا )المجادلة،

لترك المعاكسات والشهوات،
إن الواحد منا لو يعلم أن أحداً من الناس علم بذنب من ذنوبه لأصابه الخجل والحياء،ولكن أين الحياء من الله تعالى،
وتلك الأخت المؤمنة قبل أن تلبس ذلك اللباس المحرم لتفتن ،تذكري أن الجبار الذي على العرش استوى يراك ويعلم ما تفعلين، وهو عليم بذات الصدور،
فإلى كل مؤمن ومؤمنة تذكروا أن من أسماء الله،العليم، البصير، الشهيد، الخبير، المحيط، السميع، وكلها توجب مراقبة الله في كل حين،

اللهم ارزقنا خشيتك،وحسن مراقبتك،واجعلنا نلقاك بلا ذنب ،ولا تحرمنا لذة النظر لوجهك الكريم،ومصاحبة النبي والصديقين والشهداء، والصالحين،واعتق رقابنا من النار.